للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنهنَّ لمَزيَّةِ القُربِ؛ لأنَّ زِيادةَ فَضيلتِها تَقتَضي زيادةً في المَهرِ.

وإنْ لم يوجَدْ في نِسائِها إلَّا فَوقها نقَصَتْ بقَدرِ نَقصِها، كأَرْشِ العَيبِ بقَدرِ نَقصِ المَبيعِ، ولأنَّ له أثرًا في تَنقيصِ المَهرِ، فوجَبَ أنْ يَترتَّبَ بحَسبِه.

وإنْ كانَ عادتُهم التَّخفيفَ في المَهرِ على عَشيرَتِهم دُونَ غَيرِهم اعتُبِرَ ذلكَ؛ لأنَّ العادةَ لها أثرٌ في المِقدارِ، فكذا في التَّخفيفِ، وكذا إنْ كانَ مِنْ عاداتِهم التَّخفيفُ لنَحوِ شَرَفِ زَوجٍ أو يَسارِه؛ إجراءً لها على عادَتِهنَّ.

وإنْ كانَ عادتُهُم تَسميةَ مَهرٍ كَثيرٍ لا يَستَوفونَه قَطُّ فوُجودُهِ كعَدِمِه، قالَهُ الشَّيخُ تَقيُّ الدِّينِ.

وإنْ كانتْ عادتُهم التَّأجيلَ فُرِضَ مُؤجَّلًا؛ لأنهُ مَهرُ نِسائِها، وإلَّا بأنْ لم يكنْ عادتُهم التَّأجيلَ فُرِضَ حَالًّا؛ لأنهُ بَدلُ مُتلَفٍ، فوجَبَ أنْ يكونَ حالًّا كقِيَمِ المُتلَفاتِ.

وإنْ لم يكنْ لها أقارِبُ اعتُبِرَ مَنْ يُشبِهُها مِنْ نِساءِ بَلدِها؛ لأنَّ ذلكَ لهُ أثرٌ في الجُملةِ؛ لأنَّ الإضافةَ في قَولهِ: «ولها صَداقُ نِسائِها» لأَدْنَى مُلابَسةٍ، فلمَّا تَعذَّرَ أقارِبُها اعتُبِرَ أقرَبُ النَّاسِ شَبَهًا بها مِنْ غَيرِهنَّ، كما تُعتبَرُ القَرابةُ البَعيدةُ عِنْدَ عَدمِ القَرابةِ القَريبةِ.

فإنْ عَدمْنَ -أي نِساءُ بَلدِها- بأنْ لم يكنْ فيهنَّ مَنْ يُشبِهُها فبأقرَبِ النِّساءِ شَبَهًا بها مِنْ أقرَبِ البلادِ إليها؛ لأنهُ لَمَّا تَعذَّرَ الأقارِبُ اعتُبِرَ أقرُبُ النِّساءِ شَبَهًا بها مِنْ غَيرِهنَّ، كما اعتُبِرَ قَرابتُها البَعيدةُ إذا لم يُوجَدْ قَريبٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>