للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذهَب المالِكيَّةُ إلى كَراهةِ صَومِ الأيامِ البِيضِ، فِرارًا من التَّحديدِ، ومَخافةَ اعتِقادِ وُجوبِها.

ومَحَلُّ الكَراهيةِ: إذا قصَد صَومَها بعَينِها، واعتقَد أنَّ الثَّوابَ لا يَحصُلُ إلا بصَومِهِا خاصَّةً، وأمَّا إذا قصَد صيامَها من حيثُ إنَّها ثَلاثةُ أيامٍ من الشَّهرِ فلا كَراهةَ.

قال المَوَّاقُ نَقلًا عن ابنِ رُشدٍ: إنَّما كَرِه مالِكٌ صَومَها لِسُرعةِ أخذِ الناسِ بقَولِه، فيَظُنُّ الجاهِلُ وُجوبَها.

وقد رُوي أنَّ مالِكًا كان يَصومُها، وحَضَّ مالِكٌ أيضًا الرَّشيدَ على صَومِها (١).

٧ - صَومُ الاثنَيْن والخَميسِ من كلِّ أُسبوعٍ:

اتَّفَق الفُقهاءُ على استِحبابِ صَومِ الاثنَيْن والخَميسِ من كلِّ أُسبوعٍ (٢) لِما رَوى أسامةُ بنُ زَيدٍ أنَّ النَّبيَّ كان يَصومُ يَومَ الاثنَيْن ويَومَ الخَميسِ، فسُئِل عن ذلك؟ فقال: «إِنَّ أَعْمَالَ الْعِبَادِ تُعْرَضُ


(١) «مواهب الجليل» (٢/ ٤١٤)، و «حاشية الدسوقي» (١/ ٥١٧)، و «الشرح الصغير» (١/ ٤٤٧)، و «بداية المجتهد» (١/ ٤٢٢)، و «البدائع» (٢/ ٥٩٠)، و «ابن عابدين» (٢/ ٨٣)، و «حاشية الطحطاوي» (٣٥٠)، و «المجموع» (٧/ ٦٤٩)، و «حاشية القليوبي» (٢/ ٧٣)، و «المغني» (٤/ ٢٤٢)، و «منار السبيل» (١/ ٢٦٦).
(٢) «بدائع الصنائع» (٢/ ٥٩٠)، و «الطحطاوي» (٣٥٠)، و «الشرح الصغير» (١/ ٤٤٦)، و «حاشية الدسوقي» (١/ ٥١٧)، و «شرح الزرقاني» (٤/ ٣٣٤)، و «المجموع» (٧/ ٦٥٣)، و «مغني المحتاج» (١/ ٤٤٦)، و «كشاف القناع» (٢/ ٣٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>