للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التَّأقيتُ بعُمرِ الأَجنَبيِّ:

اختَلفَ الفُقهاءُ فيما لو أقَّتَ المُعمِرُ الشَّيءَ المُعمَرَ بعُمرِ أجنَبيٍّ بأنْ قالَ: «جعَلتُها لك عُمرَ فُلانٍ»، هل يَصحُّ أو لا؟

فذهَبَ المالِكيةُ والشافِعيةُ في وَجهٍ إلى أنَّه لو قالَ: «أعمَرتُك عُمرَ زَيدٍ، أو جعَلتُها لك عُمرَ فُلانٍ الأجنَبيِّ» صحَّت؛ لشُمولِ اسمِ العُمرَى (١).

وذهَبَ الشافِعيةُ في أصَحِّ الوَجهَينِ والحَنابِلةُ إلى أنَّه إنْ أضافَ الهِبةَ إلى عُمرِ غيرِه بأنْ قالَ: «وهَبتُك الدارَ ونَحوَها عُمرَ زَيدٍ» لم تَصحَّ، وهي عَطيةٌ باطِلةٌ لمَا فيه من تأقيتِ المِلكِ، وليست من العُمرَى ولا الرُّقبى (٢).

وأمَّا الحَنفيةُ فلم يَذكُروا في أَلفاظِ الهِبةِ إلا حَياةَ المُعمِرِ أو المُعمَرِ فقط، كما تقدَّمَ.

إذا اقتصَرَ على قَولِ «أعمَرتُك»:

اختَلفَ الفُقهاءُ فيما لو اقتصَرَ المُعمِرُ على قَولِ: «أعمَرتُك» للمُعمَرِ له بأنْ قالَ: «أعمَرتُك هذه الدارَ -مَثلًا-، أو جعَلتُها لك عُمرَك، أو ما عِشتَ أو ما حَييتَ»، وأطلَقَ ولم يَتعرَّضْ لمَا بعدَ مَوتِه، فهل تَكونُ له في


(١) «الذخيرة» (٦/ ٢١٨)، و «شرح مختصر خليل» (٧/ ١١١)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٥/ ٥٠٧)، و «حاشية الصاوي على الشرح الصغير» (٩/ ٢٤١).
(٢) «الحاوي الكبير» (٧/ ٥٤٢)، و «البيان» (٨/ ١٤٠)، و «روضة الطالبين» (٤/ ١٨٦)، و «الإقناع» (٢/ ٣٦٨)، و «مغني المحتاج» (٣/ ٤٩٠)، و «إعانة الطالبين» (٣/ ٢٧٦)، و «كشاف القناع» (٤/ ٣٧٢)، و «شرح منتهى الإرادات» (٤/ ٤٠٤)، و «مطالب أولي النهى» (٤/ ٤٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>