للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صِفتُه : ورَوى أَبو نُعيمٍ بسَندِه عن إِبراهيمَ بنِ مُرادٍ، قالَ: وكانَ الشافِعيُّ طَويلًا، نَبيلًا، جَسيمًا.

وقالَ الزَّعفرانِيُّ: كانَ الشافِعيُّ يُخضِّبُ بالحِناءِ، خَفيفَ العارِضتَينِ.

وقالَ المُزنِيُّ: ما رَأيتُ أَحسنَ وَجهًا من الشافِعيِّ، وكانَ ربَّما قبَضَ على لِحيتِه، فلا تَفضلُ عن قبضَتِه (١).

٢ - ابتِداءُ طَلبِه للعِلمِ ونُبوغُه فيه:

رَوى أَبو نُعيمٍ، بسَندِه عن أَبي بَكرِ بنِ إِدريسَ -وَراقِ الحُميديِّ- عن الشافِعيِّ، قالَ: كنتُ يَتيمًا في حِجرِ أمِّي، ولم يَكنْ معها ما تُعطِي المُعلمَ، وكانَ المُعلمُ قد رضِيَ مني أن أَخلُفَه إذا قامَ، فلمَّا ختَمتُ القُرآنَ، دخَلتُ المَسجدَ، فكنتُ أُجالِسُ العُلماءَ، فأَحفَظُ الحَديثَ أو المَسألةَ، وكانَ مَنزلُنا بمَكةَ في شِعبِ الخَيفِ، فكنتُ أَنظرُ إلى العَظمِ يَلوحُ، فأَكتبُ فيه الحَديثَ والمَسألةَ، وكانَت لنا جَرةٌ قَديمةٌ، فإذا امتَلأَ العَظمُ طرَحتُه في الجَرةِ (٢).

ورَوى البَيهقيُّ بسَندِه، عن مُصعبِ بنِ عبدِ اللهِ الزُّبيريِّ، قالَ: كانَ الشافِعيُّ في ابتِداءِ أَمرِه، يَطلبُ الشِّعرَ، وأَيامَ الناسِ والأَدبَ، ثم أخَذَ في الفقهِ بعدُ.


(١) «تاريخ الإسلام»، للإمام الذهبي، بتحقيق د. عمر عبد السلام تدمري، «حوادث ووفيات»، (٢٠١ - ٣٠١) صفحة (٣١٠)، الناشر/ دار الكتاب العربي.
(٢) «حلية الأولياء»، و «طبقات الأصفياء»، لأبي نعيم الأصبهاني (٩/ ٧٣)، مطبعة السعادة، وذكره الذهبي في «تاريخ الإسلام»، وفيات (٢٠١، ٢١٠)، عن الحميدي عن الشافعي كذلك، وفي «مناقب الشافعي»، للبيهقي (١/ ٩٢)، عن وراق الحميدي عن الحميدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>