للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستِقامةُ، حتى يَعودَ كلُّ عُضوٍ إلى مَحَلِّه، وعلى هذا فلا يَضُرُّ بَقاؤُه مُنحَنِيًا يَسيرًا حالَ اعتِدالِه واطمِئنانِه؛ لأنَّ هذه الهَيئةَ لا تُخرِجُه عن أن يَكونَ قائِمًا.

وصرَّح الشافِعيَّةُ والحَنابلَةُ بأنَّه لا بدَّ مِنْ الطُّمَأنينةِ في الاعتِدالِ (١).

٧ - السُّجودُ:

اتَّفق الفُقهاءُ على أنَّ مِنْ أركانِ الصَّلاةِ السُّجودَ؛ لقولِ اللهِ تَعالى: ﴿ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا﴾ [الحج: ٧٧]، ولحَديثِ المُسِيءِ صَلاتَه المُتقَدِّمِ، وفيه: «ثم اسجُد حتى تَطمَئن ساجِدًا»، والخِلافُ فيه كالخِلافِ في طُمانِينةِ الرُّكوعِ.

واتَّفَقُوا على أنَّ السُّجودَ على سَبعَةِ أعضاءٍ مَشروعٌ، وهي بَوادِرُ الوَجهِ، واليَدانِ، والرُّكبَتانِ، وأطرافُ أصابِعِ الرِّجلَينِ؛ لقولِ النَّبيِّ : «أُمِرتُ أن أَسجُدَ على سَبعَةِ أَعظُمٍ: الجَبهةِ -وَأَشَارَ بِيَدِه على أَنفِه وَاليَدينِ-، وَالرِّجلَينِ، وَأَطرَافِ القَدمَينِ» (٢).

ثم اختَلَفوا في الفَرضِ في ذلك، فقالَ أبو حَنيفَةَ: الفَرضُ من ذلك جَبهتُه أو أنفُه، غيرُ عَينٍ، حتى لو وضعَ أحَدهما في حالةِ الاختِيارِ يُجزِئُه،


(١) «الاستذكار» (٢/ ١٦٤)، و «تفسير القرطبي» (٥/ ٤٢٣)، و «حاشية العدوي» (١/ ٣٣٥)، و «التاج والإكليل» (١/ ٥٢٤)، و «الفواكه الدواني» (١/ ١٨٠)، و «حاشية الدُّسوقي» (١/ ٢٤١)، و «مغني المحتاج» (١/ ١٦٥)، و «المجموع» (٣/ ٣٦٧)، و «المغني» (٢/ ٥٨)، و «مطالب أولي النُّهى» (١/ ٤٩٦)، و «مجموع الفتاوى» (٢٢/ ٥٣٥)، و «الإفصاح» (١/ ١٦٨)، و «شرح مسلم» (٤/ ٩٦).
(٢) البخاري (٧٧٦)، ومسلم (٤٩٠) من حديث ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>