للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل في الأسبابِ المُوجِبةِ لِلحَجرِ

الأسبابُ المُوجِبةُ لِلحَجرِ كَثيرةٌ، وتَختَلِفُ مِنْ مَذهبٍ لِآخَرَ، منها ما هو مُتَّفَقٌ عليه؛ كالصِّغَرِ والرِّقِّ والجُنونِ، ومنها ما هو مُختَلَفٌ فيه، كالسَّفَهِ والتَّبذيرِ والفَلَسِ وغَيرِها، وأنا أذكُرُ كلًّا منها على هذا التَّرتيبِ:

أوَّلاً: الأسبابُ المُوجِبُة لِلحَجرِ لِمَصلَحةِ الشَّخصِ نَفْسِه:

١ - الحَجْرُ على الصَّغيرِ:

الصِّغَرُ وَصفٌ في الإنسانِ مِنْ حينِ وِلادَتِه إلى أنْ يَبلُغَ الحُلُمَ، وإنَّما كان الصِّبا مِنْ أسبابِ الحَجْرِ لِظاهِرِ القُرآنِ والإجماعِ، ولِعَدَمِ تَكامُلِ قُوى الإنسانِ البَشريَّةِ.

أمَّا القُرآنُ: فقَولُ اللهِ : ﴿وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ﴾ [النساء: ٦٥].

وقد أجمَعَ الفُقهاءُ على أنَّ الصَّغيرَ الذي لَم يَبلُغِ الحُلُمَ مَحجورٌ عليه بحُكمِ الشَّرعِ حتى يَبلُغَ، ثم يَستَمِرُّ الحَجْرُ عليه إلى أنْ يَرشُدَ.

قال ابنُ بَزِيزةَ : وأجمَعَ العُلماءُ على أنَّ جِنسَ الحَجْرِ مَشروعٌ،

<<  <  ج: ص:  >  >>