للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليسَ لهُ ذلكَ؛ لأنها قائِمةٌ مَقامَ الواهِبةِ، إلَّا برِضاءِ الباقِياتِ، ويَجعلُها لها في الوَقتِ الَّذي كانَ للواهِبةِ؛ لأنَّ المَوهوبةَ قامَتْ مَقامَ الواهِبةِ في ليلتِها، فلم يَجُزْ تَغييرُها عَنْ مَوضِعها كما لو كانَتْ باقِيةً للواهِبةِ، ولأنَّ في ذلكَ تأخيرَ حقِّ غَيرِها وتَغييرًا للَيلتِها بغَيرِ رِضاها فلَم يَجُزْ، وكذلكَ الحُكمُ إذا وَهبَتْها للزَّوجِ فآثَرَ بها امرأةً مِنهنَّ بعَينِها.

وفي وَجهٍ للشَّافعيةِ وللحَنابلةِ: يَجمعُ لها بَينَهُما ولا يُفرِّقُهما كما لا يُفرِّقُ عليها يَومَها، ولعَدمِ الفائِدةِ في التَّفريقِ (١).

القِسمُ الثَّاني: أنْ تهَبَ ذلكَ لجَميعِهنَّ:

نَصَّ الشَّافعيةُ والحَنابلةُ -وهو مُقتَضى مَذهبِ الحَنفيةِ والمالِكيةِ- على أنَّ المرأةَ إذا وَهبَتْ يَومَها لجَميعِ نِسائِه مِنْ غَيرِ أنْ تَخُصَّ بهِ واحدةً


(١) «بدائع الصنائع» (٢/ ٣٣٣)، و «الهداية» (١/ ٢٢٢)، و «شرح فتح القدير» (٣/ ٤٣٦، ٤٣٧)، و «تبيين الحقائق» (٢/ ١٨١)، و «البحر الرائق» (٣/ ٢٢٦)، و «النهر الفائق» (٢/ ٢٩٦، ٢٩٧)، و «الجوهرة النيرة» (٤/ ٣٧١، ٣٧٢)، و «اللباب» (٢/ ٦٠)، و «مختصر الوقاية» (١/ ٣٨٠)، و «درر الحكام» (٤/ ١٧٦)، و «حاشية ابن عابدين» (٣/ ٢٠٧)، و «مواهب الجليل» (٥/ ٢٢٥)، و «التاج والإكليل» (٣/ ٩)، و «شرح مختصر خليل» (٤/ ٦)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٣/ ٢٠٩)، و «تحبير المختصر» (٣/ ٩٤)، و «حاشية الصاوي على الشرح الصغير» (٥/ ٢٢٧)، و «الحاوي الكبير» (٩/ ٥٧٠، ٥٧١)، و «البيان» (٩/ ٥٢٥)، و «النجم الوهاج» (٧/ ٤١٤، ٤١٥)، و «مغني المحتاج» (٤/ ٤٢٢)، و «المغني» (٧/ ٢٣٧)، و «الكافي» (٣/ ١٣٣، ١٣٤)، و «زاد المعاد» (١/ ١٥٣)، و «المبدع» (٧/ ٢١٠)، و «الإنصاف» (٨/ ٣٧١، ٣٧٢)، و «كشاف القناع» (٥/ ٢٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>