للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أذِنَ له في التَّصرفِ فصَحَّ القَبولُ في الحالِ وبعدَ المَوتِ على تَفصيلٍ سيَأتي الآنَ في رُجوعِه.

وذهَبَ الشافِعيةُ في الأصَحِّ إلى أنَّه لا يَصحُّ القَبولُ ولا الرَّدُّ في حَياةِ المُوصي، بل بعدَ مَوتِه؛ لأنَّه لم يَدخُلْ وَقتُ تَصرفِه؛ كالمُوصَى له بالمالِ، ولا يُشتَرطُ الفَورُ بعدَ المَوتِ، بل على التَّراخي على الأصَحِّ ما لم يَتعيَّنْ تَنفيذُ الوَصايا، وكذا إذا عرَضَها الحاكِمُ عليه عندَ ثُبوتِها عندَه، وتَبطُلُ بالرَّدِّ كأنْ يَقولَ: «لا أَقبلُ» (١).

رُجوعُ الوَصيِّ:

ذهَبَ عامَّةُ الفُقهاءِ الحَنفيةُ والمالِكيةُ في قَولٍ والشافِعيةُ في قَولٍ والحَنابِلةُ إلى أنَّ الوَصيَّ إذا قبِلَ الوَصيةَ في حَياةِ المُوصي بأنْ جعَلَه وَصيًّا على تَنفيذِ وَصيَّتِه أو قَضاءِ دَينِه أو على أَولادِه الصِّغارِ فقبِلَ ثم رَدَّ في حَياتِه وبعِلمِه يَصحُّ رَدُّه ورُجوعُه عنها.

وذهَبَ المالِكيةُ في قَولٍ إلى أنَّه إذا قبِلَ الوَصيةَ في حَياةِ المُوصي فلا رُجوعَ له.


(١) «العناية شرح الهداية» (١٦/ ٢٠٩، ٢١٠)، و «تبيين الحقائق» (٦/ ٢٠٦)، و «الجوهرة النيرة» (٦/ ٣٨٠، ٣٨١)، و «اللباب» (٢/ ٥٩١، ٥٩٢)، و «الدر المختار» (٦/ ٧٠٠، ٧٠١)، و «الذخيرة» (٧/ ١٦٨)، و «شرح مختصر خليل» (٨/ ١٩٤)، و «التاج والإكليل» (٥/ ٤٧٧)، و «الشرح الكبير ع حاشية الدسوقي» (٦/ ٥٣٨)، و «المهذب» (١/ ٤٦٤)، و «مغني المحتاج» (٤/ ١٢٧، ١٢٨)، و «النجم الوهاج» (٦/ ٣٣٤)، و «مطالب أولي النهى» (٤/ ٥٣٤)، و «شرح منتهى الإرادات» (٤/ ٥٢٣)، و «كشاف القناع» (٤/ ٤٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>