للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثًا: شُروطُ آلةِ الصَّيدِ:

آلةُ الصَّيدِ ثَلاثةُ أنواعٍ: المُحدَّداتُ الجارِحةُ، والآلاتُ المُثقَّلاتُ، والجَوارحُ.

النَّوعُ الأولُ: المُحدَّداتُ الجارِحةُ:

اتَّفقَ الفُقهاءُ على أنَّ كلَّ ما أنهَرَ الدَّمَ وفَرَى الأوداجَ مِنْ حَديدٍ أو رَصاصٍ أو نُحاسٍ أو ذَهبٍ أو حَجرٍ أو خَشبٍ مُحدَّدٍ أو قَصبٍ أو زُجاحٍ فإنه يَحصلُ به الذَّبحُ ويَحلُّ الصَّيدُ المَقتولُ بها إلا السِّنَّ والعَظْمَ إذا لم يَكونَا مَنزوعَينِ؛ لِما رواهُ رافِعُ بن خَديجٍ قالَ: «كنَّا مع النبيِّ في سَفرٍ فنَدَّ بَعيرٌ مِنْ الإبلِ، قالَ: فرَماهُ رَجلٌ بسَهمٍ فحَبَسَه، قالَ: ثمَّ قالَ: إنَّ لها أوابِدَ كأوابِدِ الوَحشِ، فما غلَبَكُم منها فاصْنَعوا به هكذا، قالَ: قلتُ: يا رَسولَ اللهِ إنا نَكونُ في المغازِي والأسفارِ فنُريدُ أنْ نَذبحَ فلا تَكونُ مُدًى، قالَ: أَرِنْ، ما نهَرَ -أو أنهَرَ- الدَّمَ وذُكِرَ اسمُ اللهِ فكُلْ، غيرَ السِّنِّ والظُّفرِ، فإنَّ السِّنَّ عَظمٌ والظُّفرَ مُدَى الحَبَشةِ» (١).

وفي رِوايةٍ عن رافِعِ بن خَديجٍ قالَ: قالَ النبيُّ : «كُلْ، يَعني: ما أنهَرَ الدَّمَ إلا السِّنَّ والظُّفرَ» (٢).

وعن عَديِّ بن حاتمٍ قالَ: قلتُ: يا رَسولَ اللهِ أرَأيتَ إنْ أحَدُنا أصابَ


(١) أخرجه البخاري (٥٢٢٤)، و «مسلم» (١٩٦٨).
(٢) أخرجه البخاري (٥١٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>