(٢) «شرح صحيح مسلم» (٣/ ٨٤). (٣) رواه مسلم (٢٢٩)، وقالَ النَّوويُّ في «شرح صحيح مسلم» (٣/ ٨٢): فأمَّا الطُّهورُ فالمُرادُ به الفِعلُ، فهو مَضمومُ الطَّاءِ. وأصلُ الشَّطرِ النِّصفُ، واختُلفَ في مَعنى قَولِه ﷺ: «الطُّهورُ شَطرُ الإيمانِ»، فقيلَ: إنَّ الأجرَ فيه يَنتَهي إلى تَضعيفِه إلى نِصفِ أجرِ الإيمانِ، وقيلَ: مَعناه أنَّ الإيمانَ يَجُبُّ ما قبلَه من الخَطايا وكذلك الوُضوءُ؛ لأنَّ الوُضوءَ لا يَصحُّ إلا مع الإيمانِ، فصارَ لتَوقُّفِه على الإيمانِ في مَعنى الشَّطرِ، وقيلَ: المُرادُ بالإيمانِ هنا الصَّلاةُ، كما قالَ اللهُ تَعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾ أي: صَلاتَكم، والطَّهارةُ شَرطٌ في صِحةِ الصَّلاةِ فصارَت كالشَّطرِ، وليس يَلزمُ في الشَّطرِ أنْ يَكونَ نِصفًا حَقيقيًّا، وهذا القَولُ أقرَبُ الأَقوالِ ويَحتمِلُ أنَّ الإِيمانَ تَصديقٌ بالقَلبِ وانقِيادٌ بالظاهِرِ، وهُما شَطرانِ للإِيمانِ، والطَّهارةُ مُتضمنةٌ الصَّلاةَ فهي انقِيادٌ في الظاهِرِ، واللهُ ﷾ أعلَمُ.