للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأُضحيَّةُ إلا بالنِّيةِ؛ وقال النَّبيُّ : «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ، وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نَوى»، ويَكفيه أنْ يَنويَ بقَلبِه ولا يُشترَطُ أنْ يَقولَ بلِسانِه ما نَوى بقَلبِه، كما في الصَّلاةِ؛ لأنَّ النِّيةَ عَملُ القَلبِ، والذِّكرُ باللِّسانِ دَليلٌ عليها (١).

الشَّرطُ الثاني: أنْ تَكونَ النِّيةُ مُقارِنةً للذَّبحِ أو مُقارِنةً للتَّعيُّنِ السابقِ عن الذَّبحِ:

نصَّ العُلماءُ على أنَّه يُشترَطُ أنْ تَكونَ النِيةُ مُقارِنةً للذَّبحِ في الأُضحيَّةِ.

قال الحَنفيةُ: يُشترَطُ أنْ تَكونَ نِيةُ الأُضحيَّةِ مُقارِنةً للتَّضحيةِ كما في بابِ الصَّلاةِ؛ لأنَّ النِّيةَ مُعتبَرةٌ في الأصلِ، فلا يَسقطُ اعتِبارُ القِرانِ إلا لضَرورةٍ، كما في بابِ الصَّومِ لتَعذرِ قِرانِ النِّيةِ لِوقتِ الشُّروعِ، لِما فيه من الحَرجِ (٢).

وقال الإمامُ النَّوويُّ : النِّيةُ شَرطٌ في التَّضحيةِ، وهل يَجوزُ تَقديمُها على الذَّبحِ أو يَجبُ أنْ تَكونَ مَقرونةً به؟ وَجهان: أصحُّهما الجَوازُ.

ولو قال: جَعلتُ هذه الشاةَ ضَحيَّةً فهل يَكفيه التَّعيينُ والقَصدُ عن نِيةِ الذَّبحِ؟ وَجهان:


(١) «بدائع الصنائع» (٥/ ٧١)، و «حاشية ابن عابدين» (٦/ ٣١٢)، و «روضة الطالبين» (٢/ ٦٥٨)، و «شرح الزركشي» (٢/ ٢٨٩).
(٢) «بدائع الصنائع» (٥/ ٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>