للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَقرأُ، ورُويَ قولُه لِلَّذي علَّمه الصَّلاةَ: «كَبِّر ثم اقرَأ»، وقولُه: «تُكَبِّرُ ثم تَقرَأُ»، وفي حَديثِ أُبَيٍّ: كيف تَقرَأُ إذا فَتحتَ الصَّلاةَ؟ قالَ: «اللهُ أكبَرُ»، ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [﴿: ٢] (١).

ونقلَ الرَّافِعيُّ مِنْ الشافِعيَّةِ عن مالِكٍ قولَه: لا يُستَفتَحُ بعدَ التَّكبيرِ إلا بالفاتِحةِ، والدُّعاءُ والتَّعوُّذُ يُقدِّمُهما على التَّكبيرِ (٢).

فعلى هذا يَكونُ الخِلافُ بينَ المالِكيَّةِ والجُمهورِ في الاستِفتاحِ راجِعًا إلى مَوضِعِه، فعندَهم يَكونُ قبلَ التَّكبيرِ، وعندَ غيرِهم بعدَه.

صِيَغُ الاستِفتاحِ:

ورَدَ في الحَديثِ عن النَّبيِّ استِفتاحُ الصَّلاةِ بصِيَغٍ مُختَلِفةٍ، أشهَرُها ثَلاث:

الأُولى: عن عائِشَةَ قالَت: «كانَ رَسولُ اللهِ إذا افتَتحَ الصَّلاةَ قالَ: سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمدِكَ، وَتَباركَ اسمُكَ وَتَعالَى جَدُّكَ، ولا إِلَهَ غيرُكَ» (٣).

الثانيةُ: عن علِيٍّ أنَّ رَسولَ اللهِ كانَ إذا قامَ إلى الصَّلاةِ قالَ: «وَجَّهتُ وَجهي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ حَنِيفًا مُسلِمًا،


(١) «الإشراف على نُكت مسائل الخلاف» (١/ ٢٥١) رقم (١٧٢).
(٢) «فتح العزيز» (٣/ ٣٠١)، وانظر في هذا «كفاية الأخيار» (١٥٨)، و «منار السبيل» (١/ ١٠٩)، و «المغني» (٢/ ٢١)، وابن عابدين (١/ ٣٢٨)، و «مُغني المحتاج» (١/ ١٥٥)، و «كشاف القناع» (١/ ٣٣٤).
(٣) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رَواه أبو داود (٧٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>