للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومع غَيبتِها يُسمِّيها أو يَنسبُها بما تَميَّزُ بهِ فيَقولَ: «امرَأتي فُلانةُ بنتُ فُلانٍ» ويَرفعُ في نَسبِها حتَّى يَنفيَ المُشارَكةَ بينَها وبينَ غيرِها.

ثُمَّ يَزيدُ في الخامِسةِ: «وأنَّ لَعنةَ اللهِ عليهِ إنْ كانَ مِنْ الكاذِبينَ».

ثمَّ تَقولُ الزوجةُ أربعًا: «أشهَدُ باللهِ إنه لَمِن الكاذِبِينَ فيما رَماني به مِنْ الزنا»، ثمَّ تَزيدُ في الخامِسةِ: «وأنَّ غَضَبَ اللهِ عليها إنْ كانَ مِنْ الصادِقِينَ»؛ للآياتِ والأحادِيثِ (١).

وقالَ ابنُ رُشدٍ : فأما صِفةُ اللعانِ فمُتقارِبةٌ عندَ جُمهورِ العُلماءِ، وليسَ بينَهم في ذلكَ كَبيرُ خِلافٍ، وذلكَ على ظاهِرِ ما تقتضيهِ ألفاظُ الآيةِ، فيَحلفُ الزوجُ «أربعَ شَهاداتٍ باللهِ لقدْ رَأيتُها تَزني، وأنَّ ذلكَ الحَملَ ليس منِّي»، ويقولُ في الخامِسةِ: «لعنةُ اللهِ عليهِ إنْ كانَ مِنْ الكاذِبينَ»، ثم تَشهدُ هي أربَعَ شَهاداتٍ بنَقيضِ ما شَهدَ هو به، ثم تُخمِّسُ بالغَضبِ، هذا كلُّه مُتفَقٌ عليه (٢).

ويُشتَرطُ لها شُروطٌ:

الشَّرطُ الأولُ: أنْ يَأتيَ بهذهِ الألفاظِ:

اتَّفقَ الفُقهاءُ على أنه إنْ أتَى بهذهِ الألفاظِ صَحَّ اللعانُ.


(١) «المغني» (٨/ ٦٩)، و «الكافي» (٣/ ٢٨٠)، و «كشاف القناع» (٥/ ٤٤٥، ٤٥٦)، و «شرح منتهى الإرادات» (٥/ ٥٦٤)، و «منار السبيل» (٣/ ١٤٦).
(٢) «بداية المجتهد» (٢/ ٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>