للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد صرَّح الشافِعيَّةُ والحَنابلَةُ بأنَّه يُسنُّ لِلمُصلِّي بعدَ التَّحيَّةِ أن يَقولَ: مِلءَ السَّماواتِ ومِلءَ الأرضِ ومِلءَ ما شِئتَ مِنْ شَيءٍ بَعدُ؛ لمَا رَوى عَبد اللهِ بنُ أبي أوفَى قالَ: كانَ النَّبيُّ إذا رفعَ ظَهرَهُ مِنْ الرُّكُوعِ قالَ: «سمِع اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللَّهمَّ رَبَّنَا لكَ الحَمدُ مِلءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلءَ الأرضِ وَمِلءَ ما شِئتَ مِنْ شَيءٍ بَعدُ» (١). وله أن يَزيدَ: «أَهلَ الثَّنَاءِ وَالمَجدِ، أَحقُّ ما قالَ العَبدُ، وَكلُّنَا لكَ عَبدٌ، اللَّهمَّ لَا مَانِعَ لمَا أَعطَيتَ، ولا مُعطِيَ لمَا مَنَعتَ، ولا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ» (٢).

١٣ - رَفعُ اليَدينِ عندَ الرُّكوعِ والرَّفعِ منه والقيامِ لِلرَّكعةِ الثَّالثةِ:

اختَلفَ الفُقهاءُ في مَشروعيَّةِ رَفعِ اليَدينِ عندَ الرُّكوعِ والرَّفعِ منه، وعندَ القيامِ مِنْ التشهُّدِ الأوَّلِ لِلرَّكعةِ الثَّالثةِ، بعدَ اتِّفاقِهم على استِحبابِه عندَ تَكبيرةِ الإحرامِ.

فاتَّفق الشافِعيَّةُ والحَنابلَةُ ومالِكٌ في رِوايةٍ على مَشروعيَّةِ رَفعِ اليَدينِ عندَ الرُّكوعِ والرَّفعِ منه، وأنَّه مِنْ سُننِ الصَّلاةِ؛ لِحَديثِ ابنِ عمرَ قال: «رَأيتُ رَسولَ اللهِ إذا افتَتحَ الصَّلاةَ رفعَ يَديهِ حتى يُحَاذِيَ مَنكِبَيهِ، وَقبلَ أَنْ يَركَعَ، وإذا رفعَ مِنْ الرُّكُوعِ، ولا يَرفَعُهُمَا بينَ السَّجدتَينِ» (٣).


(١) رواه مسلم (٤٧٦).
(٢) رواه مسلم (٤٧٧).
(٣) رواه البخاري (٧٠٣)، ومسلم (٣٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>