للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرُّكنُ الأولُ: الصِّيغةُ:

اتَّفقَ الفُقهاءُ على أنَّ الإيجابَ رُكنٌ مِنْ أركانِ الوَقفِ وأنَّ الوَقفَ لا يَنعقدُ إلا به، واختَلَفوا في القَبولِ هل يُشترطُ أم لا؟ كما سيَأتي تَفصيلُه وبَيانه.

أوَّلاً: صِيغةُ الإيجابِ:

الإيجابُ في صِيغةِ الوَقفِ: هو ما يَدلُّ على إرادةِ الواقفِ مِنْ لَفظٍ أو ما يَقومُ مَقامَه مِنْ إشارةٍ مُفهِمةٍ مِنْ الأخرَسِ أو كِتابةٍ أو فِعلٍ.

ويَنقسمُ اللَّفظُ إلى صَريحٍ وكِنايةٍ، وقد اختَلفَ الفُقهاءُ فيما هو صَريحٌ وما هو كِنايةٌ، فالجُمهورُ على أنَّ الصَّريحَ ثَلاثةٌ: «وَقَفْتُ وحَبَّسْتُ وسبَّلْتُ»، وبَيانه على النَّحوِ الآتي:

أوَّلًا: الصَّريحُ:

١ - «وقَفْتُ»: لا خِلافَ بينَ فُقهاءِ المَذاهبِ الأربَعةِ على أنَّ لفْظَ «وَقَفْتُ» مِنْ الواقفِ مِنْ الألفاظِ الصَّريحةِ؛ لاشتِهارِه لُغةً وعُرفًا، فإذا قالَ: «وَقَفتُ كذا على كذا» أو قالَ: «أرضي مَوقوفةٌ عليهِ» صارَ واقِفًا، وستَأتي نُصوصُ الفُقهاءِ في هذا.

٢ - «وحَبَّسْتُ»: ذهَبَ جُمهورُ الفُقهاءِ الحَنفيةُ والمالِكيةُ والشافِعيةُ في الصَّحيحِ والحَنابلةُ إلى أنَّ لفْظَ «حَبَّسْتُ» مِنْ الألفاظِ الصَّريحةِ في الوَقفِ، فمتَى أتَى بها صارَ واقِفًا؛ لاشتِهارِه عُرفًا وشَرعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>