عُقوبةُ شارِبِ الخَمرِ:
الخَمرُ مُحرَّمةٌ بالكِتابِ والسُّنةِ والإجماعِ.
أمَّا الكِتابُ: فقولُ اللهِ تعالَى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا﴾ [البقرة: ٢١٩]، فأخبَرَ أنَّ فيهِما مَنفعةً وإثمًا، وأنَّ الإثمَ أكبَرُ مِنْ المَنفعةِ، وهذا يَدلُّ على التَّحريمِ.
وقولُه تعالَى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (٩١)﴾ [المائدة: ٩٠ - ٩١]. وفي هاتَينِ الآيتَينِ سَبعةُ أدلَّةٍ:
أحَدُها: أنَّ اللهَ تعالَى قرَنَ بينَ الخَمرِ والمَيسرِ والأنصابِ والأزلامِ وقدَّمَه عَليها، وهذه الأشياءُ كلُّها مُحرَّمةٌ، فدَلَّ على تَحريمِ الخَمرِ.
والثَّاني: أنَّ اللهَ تعالى سَمَّاها رِجسًا، و «الرِّجسُ»: اسمٌ للشَّيءِ النَّجسِ، وكلُّ نَجسٍ حَرامٌ.
الثالِثُ: قَولُه تعالَى: ﴿رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾ [المائدة: ٩٠]، وما كانَ مِنْ عَملِ الشَّيطانِ فهو مُحرَّمٌ.
الرابع: قَولُه تعالَى: ﴿فَاجْتَنِبُوهُ﴾ [المائدة: ٩٠]، ولا يَأمرُ إلا باجتِنابِ مُحرَّمٍ.
الخامِسُ: قولُه تعالَى: ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠)﴾ [المائدة: ٩٠]، وضِدُّ الفَلاحِ الفَسادُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute