للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّوعُ الثالِثُ: شَركةُ الصَّنائِعِ أو الأبدانِ:

تَعريفُ شَركةِ الصَّنائِعِ أو الأبدانِ:

قال الحَنفيَّةُ: شَركةُ الصَّنائعِ أو الأبدانِ أو التَّقبُّلِ هي أنْ يَشتركَ صانِعانِ مُتَّفِقا الصَّنعةِ -كخياطَيْن-، أو مُخَتِلفاها -نَحوَ خَيَّاطٍ وصَبَّاغٍ- أو غَيرُهما، فيَقولا: «اشتَركْنا على أنْ نَعمَلَ فيه على أنَّ ما رزَق اللهُ ﷿ مِنْ أُجرةٍ فهي بينَنا على شَرطِ كذا» (١).

وقال المالِكيَّةُ: شَركةُ الأبدانِ: هي عَقدٌ على عَملٍ، كخِياطةٍ أو حِياكةٍ بينَهما، والرِّبحُ في النَّوعَيْن بينَهما على حَسَبِ مالِ كلٍّ أو عَملِه بما يَدلُّ عُرفًا، فلا يُشترطُ صيغةٌ مَخصوصةٌ، بل المَدارُ على ما يَحصُلُ به الإذنُ والرِّضا مِنَ الجانبَيْن.

ولَزِمت بما يَدلُّ عليها مِنْ صيغةٍ لَفظيَّةٍ أو غَيرِها؛ واللَّفظيَّةُ ك: «شارِكْني»، فيَرضى الآخَرُ بسُكوتٍ أو إشارةٍ أو كِتابةٍ، فليس لِأحَدِهما المُفاضَلةُ قبلَ الخَلطِ إلا برِضاهما معًا (٢).

وقال الشافِعيَّةُ: شَركةُ الأبدانِ هي أنْ يَشتركَ صانِعانِ لِيَعمَلا ببَدَنَيْهما ويَشتَركا في كَسبِهما (٣).


(١) «بدائع الصانع» (٦/ ٥٧)، و «الهداية» (٣/ ١٠)، و «الجوهرة النيرة» (٣/ ٤٣٣)، و «اللباب» (١/ ٥٣٢)، و «مختصر الوقاية» (٢/ ١٨٣).
(٢) «الشرح الصغير مع حاشية الصاوي» (٧/ ٤٧٦).
(٣) «الحاوي الكبير» (٦/ ٤٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>