للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذهَبَ المالِكيةُ والشافِعيةُ في الأصَحِّ ومُحمدُ بنُ الحَسنِ مِنْ الحَنفيةِ إلى أنه لا يَصحُّ اشتِراطُ أنْ يَأخذَ الغلَّةَ لنَفسِه ولا أنْ يَأكلَ منها؛ لقَولِه : «حَبِّسِ الأصلَ وسَبِّلِ الثمرةَ»،

وبتَسبيلِ الثمرةِ يَمنعُ أنْ يَكونَ له فيها حقٌّ، ولأنَّ الوقفَ صَدقةٌ ولا تَصحُّ صَدقةُ الإنسانِ على نَفسِه، ولأنَّ استِثناءَ مَنافعِ الوَقفِ لنَفسِه كاستِثنائِه في العِتقِ أحكامَ الرِّقِّ لنَفسِه، فلمَّا لم يَجزْ هذا في العِتقِ لم يَجزْ مثلُه في الوقفِ.

قالَ الشافِعيةُ: إلا أنه إذا حكَمَ به حاكِمٌ يَرَى صِحتَه نفَذَ ولم يُنقَضْ؛ لأنها مَسألةٌ اجتِهاديةٌ (١).

الشَّرطُ الرابعُ: أنْ تَكونَ الجِهةُ المَوقوفُ عَليها غيرَ مُنقطِعَةٍ:

لا خِلافَ بينَ العُلماءِ على صِحةِ الوَقفِ إذا كانَ غيرَ مُنقطِعٍ، بأنْ يَقفَ على جهةٍ لا تَنقطعُ كالمَساجدِ والفُقراءِ.

إلَّا أنهم اختَلفُوا فيما إذا كانَ الوَقفُ مُنقطِعَ الابتِداءِ أو الوَسطِ أو الانتِهاءِ هل يَصحُّ أم لا؟ على تَفصيلٍ، وبَيانُ ذلكَ يُتصوَّرُ في تَبيينِ حالاتِ وصُورِ الوَقفِ.


(١) «الحاوي الكبير» (٧/ ٥٢٥)، و «البيان» (٨/ ٦٦)، و «روضة الطالبين» (٤/ ١٣٧)، و «مغني المحتاج» (٣/ ٤٥٨، ٤٥٩)، و «نهاية المحتاج» (٥/ ٤٢٠، ٤٢١)، و «كنز الراغبين» (٣/ ٢٤٥)، و «النجم الوهاج» (٥/ ٤٦٦)، و «الديباج» (٢/ ٥١٩) الإشراف» (٣/ ٢٥٣) رقم (١٠٩٦)، و «المعونة» (٢/ ٤٩٢، ٤٩٣)، و «حاشية الدسوقي مع الشرح الكبير» (٥٤٦٢، ٤٦٣)، و «التاج والإكليل» (٤/ ٥٦٦، ٥٦٧)، و «شرح مختصر خليل» (٧/ ٨٤)، و «تحبير المختصر» (٤/ ٦٤٤)، و «حاشية الصاوي» (٩/ ١٥٨)، و «الجوهرة النيرة» (٤/ ١٠٩)، وباقي المَصادِر السَّابِقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>