أقسامُ الخُلعِ:
الخُلعُ له ثلاثةُ أقسامٍ:
القِسمُ الأوَّلُ: مُباحٌ بلا خِلافٍ بيْنَ الفُقهاءِ، وهو إذا كَرهَتِ المَرأةُ خُلُقَ الزَّوجِ أو خِلقتَه أو دِينَه أو كِبَرَه أو ضَعْفَه أو نحوَ ذلكَ، وخافَتْ أنْ لا تُؤدِّيَ حَقَّه فبذَلَت لهُ عِوضًا ليُطلِّقَها .. جازَ ذلكَ وحَلَّ لهُ أخذُه بلا خِلافَ؛ لقَولِه تعالَى: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ﴾ [البقرة: ٢٢٩].
وعن حَبيبةَ بنتِ سَهلٍ الأنصاريَّةِ أنها كانَتْ تَحتَ ثابتِ بنِ قَيسِ بنِ شمَّاسٍ، وأنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ خرَجَ إلى الصُّبحِ فوجَدَ حَبيبةَ بنتَ سَهلٍ عندَ بابهِ في الغَلَسِ، فقالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ هذهِ؟» فقالَتْ: أنا حَبيبةُ بنتُ سَهلٍ، قالَ: «ما شأنُكِ؟» قالَتْ: لا أنا ولا ثابِتُ بنُ قَيسٍ -لزَوجِها، ومَعناهُ: لا أنا أُوافِقُه ولا هو يُوافِقُني- فلمَّا جاءَ ثابِتُ بنُ قَيسٍ قالَ لهُ رَسولُ اللهِ ﷺ: «هذهِ حَبيبةُ بنتُ سَهلٍ»، وذكَرَتْ ما شاءَ اللهُ أنْ تذكُرَ، وقالَتْ حَبيبةُ: يا رَسولَ اللهِ كلُّ ما أعطاني عِندِي، فقالَ رَسولُ اللهِ ﷺ لثابِتِ بنِ قَيسٍ: «خُذْ منها، فأخَذَ منها وجلَسَتْ هي في بيتِ أهلِها» (١).
وفي رِوايةٍ عَنْ عَبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ: أنَّ امرأةَ ثابِتِ بنِ قَيسٍ أتَتِ النَّبيَّ
(١) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه مالك في «الموطأ» (١١٧٤)، وأحمد في «المسند» (٢٧٤٨٤)، وأبو داود (٢٢٢٧)، والنسائي (٣٤٦٢)، وابن حبان في «صحيحه» (٤٢٨٠).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute