للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانَت تَمشِي فلَم أَكنْ لأَركَبَ وهُم يَمشونَ، فلمَّا ذَهَبوا رَكِبتُ» (١).

أمَّا إنْ رَكِب فذهَبَ الحَنفيةُ والمالِكيةُ والحَنابِلةُ إلى أنَّ الراكِبَ يَسيرُ خَلفَها؛ لقَولِ النَّبيِّ : «الراكِبُ يَسيرُ خَلفَ الجنازةِ» (٢).

وذهَبَ الشافِعيةُ إلى أنَّ السَّيرَ أمامَها أفضَلُ، سَواءٌ كانَ راكِبًا أو ماشِيًا (٣).

رَفعُ الصَّوتِ عندَ اتِّباعِ الجَنائزِ:

ذهَبَ الفُقهاءُ إلى أنَّه يُستحَبُّ خَفضُ الصَّوتِ في السَّيرِ بالجنازةِ ومعها، ويُستحَبُّ لهم ألَّا يَشتَغِلوا بشَيءٍ غيرِ الفِكرِ فيما هي لَاقيةٌ وصائِرةٌ إليه، وفي حاصِلِ الحَياةِ، وأنَّ هذا آخِرُها ولا بدَّ منه، وأنَّ هذا عاقِبةُ أهلِ الدُّنيا، ولْيَحذَرْ عما لا فائِدةَ فيه مِنْ الكَلامِ، فإنَّ هذا وَقتُ ذِكرٍ ومَوعِظةٍ، فتَقبُحُ فيه الغَفلةُ، فإنْ لَم يَذكُرِ اللهَ في نَفْسِه يَلزَمِ الصَّمتَ، ويُكرَهُ له رَفعُ الصَّوتِ بالذِّكرِ وقِراءةِ القُرآنِ وغيرِها عندَ اتِّباعِها؛ لقَولِ قَيسِ بنِ


(١) حَديثٌ صَحيحٌ: رواه أبو داود (٣١٧٧)، والحاكم (١/ ٥٠٧)، والبيهقي (٤/ ٢٣).
(٢) حَديثٌ صَحيحٌ: رواه أبو داود (٣١٨٠)، والترمذي (١٠٣١)، والنسائي (١٩٤٢)، وأحمد (٤/ ٤٢٩).
(٣) «المبسوط» (٢/ ٥٦)، و «البدائع» (٢/ ٣٣٥)، و «تبيين الحقائق» (١/ ٢٤٤)، و «المدونة» (١/ ١٧٧)، و «الاستذكار» (٣/ ٢٠، ٢٢)، و «بداية المجتهد» (١/ ٣٢٢)، و «الذخيرة» (٢/ ٤٦٥)، و «التاج والإكليل» (٢/ ٢٢٧)، و «الأم» (١/ ٢٧١، ٢٧٢)، و «الأوسط» (٥/ ٣٨٠)، و «الحاوي الكبير» (٣/ ٤١)، و «المجموع» (٦/ ٢٨٠)، و «مختصر اختلاف العلماء» (١/ ٤٠٤)، و «المغني» (٣/ ٢٣٣، ٢٣٤)، و «كشاف القناع» (٢/ ١٢٩)، و «الإنصاف» (٢/ ٥٤١)، و «شرح منتهى الإرادات» (٢/ ١٢٩)، و «الإفصاح» (١/ ٢٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>