ما تَنفسِخُ به الجَعالةُ:
تَنفسِخُ الجَعالةُ بعِدَّةِ أُمورٍ، هي:
١ - الفَسخُ: كما تَقدَّم.
٢ - المَوتُ: قالَ الشَّافِعيَّةُ: تَنفسِخُ الجَعالةُ بمَوتِ أحَدِ المُتَعاقِدَيْنِ؛ فإنْ ماتَ المالِكُ بعدَ شُروعِ العامِلِ في العَملِ فأتَمَّه وسلَّمَه إلى وَرثةِ الجاعِلِ، وجَب له قِسطُه، أي: قِسَطُ ما عمِله في حَياةِ الجاعِلِ مِنْ المُسمَّى، ولا شَيءَ لِلعامِلِ لِمَا عمِله بعدَ مَوتِ المالِكِ، لِعدمِ التِزامِ الوَرثةِ له بشَيءٍ، وسَواءٌ أعلِم العامِلُ بمَوتِ الجاعِلِ أم لَم يَعلَمْ به.
وإنْ ماتَ العامِلُ في أثناءِ العَملِ فأتَمَّ العَملَ وارِثُه ورَدَّه لِلمالِكِ، استَحقَّ الوارِثُ نِسبةَ ما عمِله مُورِّثُه قبلَ مَوتِه مِنْ الجُعلِ المَشروطِ في العَقدِ، وهذا إذا كانَ العامِلُ مُعيَّنًا، أي: استَحقَّ القِسطَ، وإلَّا بأنْ كانَ العامِلُ غيرَ مُعيَّنٍ، فأتَمَّ وارِثُه أو غيرُه العَملَ؛ فإنَّه يَستحقُّ جَميعَ الجُعلِ المَشروطِ (١).
وأمَّا المالِكيَّةُ فقالَ ابنُ رُشدٍ ﵀: إذا ماتَ الجاعِلُ قبلَ أنْ يَشرَعَ المَجعولُ له في العَملِ، فعلى قَولِ ابنِ حَبيبٍ، وظاهِرِ رِوايةِ عيسَى عن ابنِ
(١) «روضة الطالبين» (٤/ ٩٣)، و «مغني المحتاج» (٣/ ٥٤٨)، و «أسنى المطالب» (٢/ ٤٤٣)، و «حاشية قليوبي وعميرة على كنز الراغبين» (٣/ ٣٢٨).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute