للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل في زَكاةِ البَقرِ

زَكاةُ البَقرِ:

البَقرُ نَوعٌ من الأَنعامِ التي امتَنَّ اللهُ بها على عِبادِه، وناطَ بها كَثيرًا من المَنافِعِ لِلبَشرِ، فهي تُتَّخذُ للدَّرِّ والنَّسلِ، وللحَرثِ والسَّقيِ، كما يُنتفَعُ بلُحومِها وجُلودِها إلى غيرِ ذلك من الفَوائدِ، التي تَختلِفُ من البُلدانِ والأَحوالِ.

والجَواميسُ صِنفٌ من البَقرِ بالإِجماعِ، كما نقَلَه ابنُ المنذِرِ، فيُضمُّ بعضُها إلى بعضٍ، فقالَ: وأجمَعوا على أنَّ حُكمَ الجَواميسِ حُكمُ البَقرِ (١).

والزَّكاةُ في البَقرِ واجِبةُ بالسُّنةِ والإِجماعِ.

أمَّا السُّنةُ: فما رَواه البُخاريُّ في صَحيحِه عن أَبي ذَرٍّ قالَ: «والذي نَفسِي بيَدِه، أو والذي لَا إِلهَ غيرُه -أو كما حلَفَ- ما مِنْ رَجلٍ تَكونُ له إبلٌ أو بَقرٌ أو غَنمٌ لَا يُؤدِّي حقَّها إلا أُتيَ بها يَومَ القِيامَةِ أَعظَمَ ما تَكونُ وأَسمَنَه تَطؤهُ بأَخفافِها وتَنطَحُه بقُرونِها، كلَّما جازَتْ أُخْراها رُدَّت عليه أُولَاها حتى يُقضَى بينَ الناسِ» (٢) والمُرادُ بالحَقِّ هنا الزَّكاةُ.


(١) «الإجماع» (٢٩).
(٢) رواه البخاري (١٣٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>