للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِقدارُ الدِّيَاتِ:

الدِّيةُ تَختلفُ باختِلافِ الأشخاصِ، فديَةُ الرَّجلِ تَختلفُ عن دِيةِ المَرأةِ، ودِيةُ المُسلمِ تَختلفُ عن دِيةِ الكِتابيِّ والمَجوسيِّ.

أولاً: دِيةُ الرَّجلِ الحُرِّ المسلِمِ:

أجمَعَ أهلُ العِلمِ على أنَّ ديَةَ الرَّجلِ الحُرِّ المُسلمِ مِائةٌ مِنْ الإبلِ؛ لقَولِ النبيِّ : «وفي النَّفسِ مِائةٌ مِنْ الإبِلِ» (١).

وفي لَفظٍ: «في النَّفسِ المُؤمنةِ مِائةٌ مِنْ الإبلِ» (٢).

قالَ الإمامُ ابنُ المُنذرِ : وأجمَعُوا على أنَّ ديَةَ الرَّجلِ مِائةٌ مِنْ الإبلِ (٣).

وقالَ الإمامُ العَمرانِيُّ : ديَةُ الحُرِّ المُسلمِ مِائةٌ مِنْ الإبلِ؛ لِما رُويَ: أنَّ النبيَّ كتَبَ في الكِتابِ الذي كتَبَه لعَمرِو بنِ حَزمٍ: «وفي النَّفسِ مِائةٌ مِنْ الإبلِ»، وهو إجماعٌ (٤).


(١) «رواه مالك في «الموطأ» (١٥٤٧)، والنسائي (٤٨٥٧) قالَ ابنُ عبدِ البَرِّ في «التَّمهِيد» (١٧/ ٣٣٨، ٣٣٩): لا خِلافَ عن مالِكٍ في إرسالِ هذا الحَديثِ بهذا الإسنادِ، وقد رُويَ مُسنَدًا مِنْ وجهٍ صالحٍ، وهو كِتابٌ مَشهورٌ عندَ أهلِ السِّيَرِ مَعروفٌ ما فيه عندَ أهلِ العلمِ مَعرفةً تَستغني بشُهرتِها عن الإسنادِ؛ لأنه أشبَهَ التواتُرَ في مَجيئهِ؛ لتَلقِّي الناسِ له بالقَبولِ والمَعرفةِ.
(٢) رواه المروزي في «السنة» (٢٣٦).
(٣) «الإجماع» (٦٦٨).
(٤) «البيان» (١١/ ٤٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>