للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القاضِي أَبو بُكرٍ: «ولا يُكتفى بالعَقلِ المُشترَطِ في التَّكليفِ، بل لا بدَّ أنْ يَكونَ صَحيحَ التَّمييزِ جَيدَ الفِطنةِ بِعيدًا مِنْ السَّهوِ والغَلطِ» (١).

وقالَ الإِمامُ الماوَرديُّ : «الشَّرطُ الثانِي: -أيْ: العقلُ- وهو مُجمعٌ على اعتِبارِه ولا يُكتفى فيه بالعَقلِ الذي يَتعلقُ به التَّكليفُ مِنْ عِلمِه بالمُدركاتِ الضَّروريةِ حتى يَكونَ صَحيحَ التَّمييزِ، جَيدَ الفِطنةِ، بَعيدًا عن السَّهوِ والغَفلةِ، يَتوصلُ بذَكائِه إلى إيضاحِ ما أشكَلَ وفَصلِ ما أعضَلَ» (٢).

الشَّرطُ الثالثُ: البُلوغُ:

أجمَعَ أَهلُ العِلمِ على أنَّه يُشترطُ في القاضِي أنْ يَكونَ بالغًا لمَا رُويَ عن أَبي هُريرةَ قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ: «تَعوَّذوا باللهِ مِنْ رَأسِ السَّبعينِ، وإِمارةِ الصِّبيانِ» (٣).

ولأنَّ الصَّبيَّ مُولى عليه فلا يَكونُ مُولى على غيرِه، ولأنَّ الصَّبيَّ يَستحقُّ الحَجرَ عليه، والقاضِي يَستحقُّ الحَجرَ على غيرِه فتَنافَيا (٤).


(١) «تبصرة الحكام» (١/ ٢١)، وينظر: «بدائع الصنائع» (٧/ ٣)، و «الجوهرة النيرة» (٦/ ١٩٩)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٦/ ٣)، «المغني» (١٠/ ٩٢)، و «شرح الزركشي» (٣/ ٣٦٦)، و «كشاف القناع» (٦/ ٣٧٤)، و «شرح منتهى الإرادات» (٦/ ٤٧٥).
(٢) «الأحكام السلطانية» ص (٧٢)، و «الحاوي الكبير» (١٦/ ١٥٤)، و «النجم الوهاج» (١٠/ ١٤٣)، و «مغني المحتاج» (٦/ ٢٨٧، ٢٨٨).
(٣) حَدِيثٌ حَسَنٌ: رواه أحمد (٨٣٠٢).
(٤) «بدائع الصنائع» (٧/ ٣)، و «الجوهرة النيرة» (٦/ ١٩٩)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٦/ ٣)، «المغني» (١٠/ ٩٢)، و «الأحكام السلطانية» ص (٧٢)، و «الحاوي الكبير» (١٦/ ١٥٤)، و «النجم الوهاج» (١٠/ ١٤٣)، و «مغني المحتاج» (٦/ ٢٨٧، ٢٨٨)، و «شرح الزركشي» (٣/ ٣٦٦)، و «كشاف القناع» (٦/ ٣٧٤)، و «شرح منتهى الإرادات» (٦/ ٤٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>