للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ الدُّسوقيُّ نَقلًا عن البَنانِيِّ: وهذا القَيدُ نقَلَه في التَّوضيحِ عن سُحنونٍ، والظاهِرُ اعتِبارُه، وفي كَلامِ ابنِ الحاجِبِ إِشارةٌ إليه لتَعليلِه بالمَشقةِ، والمَشقةُ إنَّما هي مع ذلك، وإنَّما سكَتَ المُصنِّفُ عنه هنا؛ لأنَّه قدَّمَ أنَّ العَفوَ إنَّما هو لعُسرِ الاحتِرازِ.

وعلى هذا لا يُعفَى عما أصابَ الخُفَّ والنَّعلَ من أَرواثِ الدَّوابِّ بمَوضعٍ لا تَطرقُه الدَّوابُّ كَثيرًا ولو دَلكًا.

وإنْ أصابَ الخُفَّ أو النَّعلَ شَيءٌ من النَّجاساتِ غيرُ أَرواثِ الدَّوابِّ وأَبوالِها كخَرءِ الكِلابِ أو فَضلةِ الآدَميِّ أو دَمٍ زائِدٍ على دِرهمٍ؛ فإنَّه لا يُعفى عنه، ولا بدَّ من غَسلِه.

قالَ الحَطابُ نَقلًا عن ابنِ العَربيِّ: والعِلةُ نُدورُ ذلك في الطُّرقاتِ؛ فإنْ كثُرَ ذلك فيها صارَ كرَوثِ الدَّوابِّ (١).

٢٣ - تَطهيرُ ما تُصيبُه النَّجاسةُ من مَلابسِ النِّساءِ في الطُّرقِ:

وقد ورَدَ في ذلك أنَّ امرأةً سألَت أُمَّ سَلمةَ زَوجَ النَّبيِّ فقالَت: إنِّي امرأةٌ أُطيلُ ذَيلي وأمشي في المَكانِ القَذرِ، فقالَت أُمُّ سَلمةَ: قالَ النَّبيُّ : «يُطهِّرُه ما بعدَه» (٢).


(١) «حاشية الدسوقي مع الشرح الكبير» (١/ ١٢٢)، و «الفواكه الدواني» (١/ ١٦٢)، و «مواهب الجليل» (١/ ١٥٤).
(٢) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه أبو داود (٣٨٣)، والترمذي (١٤٣)، وابن ماجه (٥٠٦)، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>