للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذكرُ بينَ كلِّ تَكبيرتَينِ:

اختَلفَ الفُقهاءُ في الذِّكرِ بينَ كلِّ تَكبيرَتَينِ مِنْ تَكبيراتِ العِيدِ:

فذهَبَ الشافِعيةُ والحَنابلَةُ إلى أنَّه يَحمدُ اللهَ، ويُثني عليه، ويُصلِّي على النَّبيِّ .

قالَ النَّوويُّ : قالَ الشافِعيُّ وأَصحابُنا: يُستحبُّ أن يَقِفَ بينَ كلِّ تَكبيرتَينِ مِنْ الزَّوائدِ قَدرَ قِراءةِ آيةٍ، لا طَويلةٍ ولا قَصيرةٍ، يُهلِّلُ اللهَ ويُكبِّرُه، ويَحمدُه ويُمجِّدُه، هذا لَفظُ الشافِعيِّ في الأُمِّ ومُختصَرِ المُزنِيِّ، لكن ليسَ في «الأُمِّ» (ويُمجِّدُه).

قالَ جُمهورُ الأَصحابِ: «سُبحانَ اللهِ، والحَمدُ للهِ، ولا إِلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبَرُ». ولو زادَ عليه جازَ.

وقالَ الصَّيدلانِيُّ عن بعضِ الأَصحابِ: يَقولُ: «لا إِلهَ إلا اللهُ وَحدَه لا شَريكَ له، له المُلكُ وله الحَمدُ، بيَدِه الخَيرُ وهو على كلِّ شَيءٍ قَديرٌ».

وقالَ ابنُ الصَّبَّاغِ: لو قالَ ما اعتادَه النَّاسُ: «اللهُ أكبَرُ كَبيرًا، والحَمدُ للهِ كَثيرًا، وسُبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلًا، وصلَّى اللهُ على مُحمدٍ وآلِه وسلَّم كَثيرًا»، كانَ حَسَنًا. وقالَ الإمامُ أبو عبدِ اللهِ مُحمدٌ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ المَسعوديُّ مِنْ أَصحابِنا -أَصحابِ القفَّالِ-: يَقولُ: «سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحَمدِكَ، تَباركَ اسمُكَ، وتَعالى جَدُّكَ، وجلَّ ثَناؤُكَ، ولا إلهَ غيرُكَ»، ولا يَأتي بهذا الذِّكرِ بعدَ السابعةِ ولا الخامِسةِ، بل يَتعَوَّذُ عَقِبَ السابعةِ وكذا عَقِبَ الخامِسةِ، إن قُلنا: يَتعوَّذُ في كلِّ رَكعةٍ، وهو الأصحُّ، ولا يَأتي به أيضًا بينَ تَكبيرةِ الإِحرامِ

<<  <  ج: ص:  >  >>