للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهذا يَصحُّ أنْ يُقالَ: «ما أَكلتُ لَحمًا بل سَمكًا» كما لا يَحنَثُ بالجُلوسِ على الأَرضِ إذا حلَفَ لا يَجلسُ على بِساطٍ كما مرَّ وإنْ سَماها اللهُ تَعالى بِساطًا.

هذا كلُّه عندَ الإِطلاقِ فإنْ نَوى شَيئًا حُملَ عليه.

ولا يَحنَثُ إنْ أكَلَ شَحمَ بَطنٍ وشَحمَ عَينٍ لمُخالفَتِهما اللَّحمَ في الاسمِ والصِّفةِ، وكذا كرِشٌ وكبِدٌ وطِحالٌ وقَلبٌ ورِئةٌ ومعِيٌّ في الأَصحُ؛ لأنَّه يَصحُّ أنْ يُقالَ إنَّها ليسَت لَحمًا (١).

ما يَنعَقدُ به اليَمينُ وما لا يَنعَقدُ:

يَنعَقدُ اليَمينُ عندَ عامَّةِ الفُقهاءِ بأَحدِ أَمرَينِ: أمرٌ مُجمَعٌ عليه، وأَمرٌ مُختلَفٌ فيه.

أولاً: اليَمينُ باللهِ تَعالى أو باسمٍ مِنْ أَسمائِه أو بصِفةٍ مِنْ صِفاتِه:

أجمَعَ أَهلُ العِلمِ على أنَّ الإِنسانَ إذا حلَفَ باللهِ تَعالى كَواللهِ والرَّحمنِ أَوْ الرَّحيمِ، أو تاللهِ أو بصِفةٍ مِنْ صِفاتِه كوعزَّةِ اللهِ وجَلالِه وكِبريائِه انعَقدَ يَمينُه، فإذا حنِثَ وجَبَ عليه الكَفارةُ.

لقولِه تَعالى: ﴿ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣)[الأنعام: ٢٣]، وقولِه تَعالى: ﴿وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (٥٧)


(١) «النجم الوهاج» (١٠/ ٥٢، ٥٧)، و «مغني المحتاج» (٦/ ٢٢٣، ٢٢٤)، و «الديباج» (٤/ ٣٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>