للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما للطَّبيبِ يَموتُ بالدَّاءِ الذي … قد كانَ يُبْرئُ مثلَه فيما مَضى

هلَكَ المُداوَى والمُداوِي والذي … جلَبَ الدَّواءَ وباعَه ومَن اشتَرى (١)

١٢ - وَصيُّتُه :

قالَ الرَّبيعُ بنُ سُليمانَ: قُرئَ على مُحمدِ بنِ إِدريسَ الشافِعيِّ وأنا حاضرُ هذا الكِتابِ.

كتَبَه مُحمدُ بنُ إِدريسَ بنِ العاصِ الشافِعيُّ في شَعبانَ سَنةَ ثَلاثٍ ومِائتينِ، وأُشهدُ اللهَ عالِمَ خائنَةِ الأَعينِ وما تُخفِي الصُّدورِ، وكَفى به -جلَّ ثَناؤُه- شَهيدًا، ثم من سمِعَه: أنَّه يَشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شَريكَ له، وأنَّ مُحمدًا عبدُه ورَسولُه ، لم يَزلْ يَدينُ بذلك، وبه يَدينُ حتى يَتوفَّاه اللهُ تَعالى ويَبعثُه عليه، -إنْ شاءَ اللهُ تَعالى- وأنَّه يُوصي نَفسَه وجَماعةَ مَنْ سمِعَ وَصيتَه، بإِحلالِ ما أَحلَّ اللهُ ، في كِتابِه، ثم على لِسانِ نَبيهِ وتَحريمِ ما حرَّمَ اللهُ في الكِتابِ، ثم في السُّنةِ، ولا يُجاوِزوا من ذلك إلى غيرِه؛ -فإنَّ مُجاوزَتَه تَركُ فَرضِ اللهِ- وتَركِ ما خالَفَ الكِتابَ والسُّنةِ، وهما المُحدثاتُ، والمُحافَظةِ على أَداءِ فَرائضِ اللهِ، في القَولِ والعَملِ، والكَفِّ عن مَحارمِه خَوفًا للهِ ﷿، وكَثرةِ ذِكرِ الوُقوفِ بينَ يدَي ربِّه: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا﴾ [آل عمران: ٣٠].


(١) «المناقب» للبيهقي (٢/ ٢٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>