للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صِيَغُ التشهُّدِ:

اتَّفق الفُقهاءُ على أنَّ الاعتِدادَ بكلِّ واحدٍ مِنْ التشهُّدِ المَروِيِّ عن النَّبيِّ مِنْ طَريقِ الصَّحابةِ الثَّلاثةِ، وهُم عمرَ بنُ الخطَّابُ وعَبد اللهِ بنُ مَسعودٍ وعَبد اللهِ بنُ عبَّاسٍ .

ثم اختَلَفوا في الأفضَلِ منها، فاختارَ أبو حَنيفَةَ وأحمدُ تَشهُّدَ ابنِ مَسعودٍ، وهو عَشرُ كَلِماتٍ: «التَّحِيَّاتُ للهِ، والصَّلواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها النَّبيُّ ورَحمةُ اللهِ وبَرَكاتُه، السَّلامُ علينا وعلى عِبادِ اللهِ الصَّالِحينَ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحمدًا عَبدُه ورَسولُه» (١).

ووَجهُ تَقديمِ حَديثِ ابنِ مَسعودٍ على غيرِه عندَهم أنَّه مُتفقٌ عليه، قالَ التِّرمذيُّ: حَديثُ ابنِ مَسعودٍ قد رُويَ مِنْ غيرِ وَجهٍ، وهو أصحُّ حَديثٍ رُويَ عن النَّبيِّ في التشهُّدِ، وقد رَواه عن النَّبيِّ ابنُ عمرَ وجابِرٌ وأبو مُوسى وعائِشَةُ، وعليه أكثرُ أهلِ العِلمِ، فتَعيَّن الأخذُ به وتَقديمُه (٢).


(١) رواه البخاري (٧٩٧)، ومسلم (٤٠٢).
(٢) «البحر الرائق» (١/ ٣٤٣، ٣٤٤)، و «المبسوط» (١/ ٢٧)، و «تبيين الحقائق» (١/ ١٢١)، و «المغني» (٢/ ٨٨)، و «الإنصاف» (٢/ ٧٧)، و «كشَّاف القناع» (١/ ٣٥٧)، و «الإفصاح» (١/ ١٧٤)، و «منار السبيل» (١/ ١٤، ١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>