الإسلاميةِ، وإنَّما هو الحُصولُ على تلك المَعلوماتِ التي من شأنِها أنْ يَستفيدَ منها العَدوُّ لإلحاقِ الضَّررِ بالمُسلِمينَ ممَّا له صِلةٌ بعَوراتِهم -أي: نِقاطِ الضَّعفِ في الجَبهةِ الإسلاميةِ- وما يُرادُ كِتمانُه عن العَدوِّ وما يَتعلَّقُ بالوَضعِ العَسكريِّ للدَّولةِ الإسلاميةِ وما شاكَلَ ذلك.
ولهذا فإنَّ الحُصولَ على المَعلوماتِ المُتعلِّقةِ -مَثلًا- بالمُبارَياتِ الرِّياضيةِ أو النَّدواتِ الثَّقافيةِ ونَحوِ ذلك من النَّشاطاتِ التي هي ظاهِرةٌ للعِيانِ ولا تُحاوِلُ الدَّولةُ إخفاءَها عن العَدوِّ ولو جرَت في أوقاتِ الحَربِ لا يُعتبَرُ من التَّجسُّسِ.
وخُلاصةُ ما ذكَرْناه عن مَوضوعِ الجاسوسيةِ: أنَّه مُحاولةُ الحُصولِ على المَعلوماتِ التي تَتَّصلُ بالحَربِ أو الاستِعدادِ لها ممَّا يُهِمُّ الدَّولةَ إخفاؤُه عن الدُّولِ الأُخرى، سَواءٌ نجَحَت تلك المُحاوَلةُ أو أخفَقَت، وسَواءٌ تم نَقلُ تلك المَعلوماتِ للعَدوِّ أو لم يَتمَّ.
لا خِلافَ بينَ العُلماءِ على جَوازِ قَتلِ الجاسوسِ الكافِرِ الحَربيِّ؛ لما رَوى البُخاريُّ في صَحيحِه عن سَلمةَ بنِ الأكوَعِ ﵁ قالَ: أتى النَّبيَّ ﷺ عَينٌ من المُشرِكينَ وهو في سَفرٍ، فجلَسَ عندَ أصحابِه يَتحدَّثُ،