للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصَّلاةِ لِيَحتَاجَ إلى أن يَنوِيَها، فكانَ شَرطُ النِّيةِ فيها لِتَصيرَ للهِ تَعالى، وإنَّها تَصيرُ للهِ تَعالى بِنيَّةِ مُطلَقِ الصَّلاةِ؛ ولهذا يَتأَدَّى صَومُ النَّفلِ في خارِجِ رَمضانَ بمُطلَقِ النِّيةِ.

وإن كانَ يُصلِّي الفَرضَ لا يَكفيه نيَّةُ مُطلَقِ الصَّلاةِ؛ لأنَّ الفَرضيَّةَ صِفةٌ زائِدةٌ على أصلِ الصَّلاةِ، فلا بدَّ أن يَنوِيَها، فيَنويَ فَرضَ الوقتِ، أو ظُهرَ الوقتِ، أو نحوَ ذلك، ولا تَكفيهِ نيَّةُ مُطلَقِ الفَرضِ؛ لأنَّ غيرَها مِنْ الصَّلواتِ المَفروضةِ مَشروعةٌ في الوقتِ؛ فلا بدَّ مِنْ التَّعيينِ. وكذا يَنبَغي أن يَنويَ صَلاةَ الجمُعةِ، وصَلاتَيِ العِيدَينِ، وصَلاةَ الجِنازةِ، وصَلاةَ الوِترِ؛ لأنَّ التَّعيينَ يَحصلُ بهذا.

وإن كانَ إمامًا فكذلك الجَوابُ (١).

وقالَ الشافِعيَّةُ في الأصَحِّ والحَنابلَةُ: لا يُشترَطُ تَعيينُ كَونِ الصَّلاةِ حاضِرةً، أو قَضاءً؛ لأنَّه إذا صلَّى في الغَيمِ، فبانَ بعدَ الوقتِ، فصَلاتُه صَحِيحةٌ، وقد نَواها أداءً (٢).

٢ - تَكبيرةُ الإحرامِ:

تَكبيرةُ الإحرامِ هي: قولُ المُصلِّي لِافتِتاحِ الصَّلاةِ: «اللهُ أكبَرُ»، أو كلِّ ذِكرٍ يَصيرُ به شارِعًا في الصَّلاةِ (٣).


(١) «معاني الآثار» (١/ ٤١٠).
(٢) «روضة الطَّالبين» (١/ ٢٢٦)، و «منار السبيل» (١/ ١٩٠).
(٣) «التَّعريفات الفِقهية» للبركتي المجددي (٢٣٥)، و «تحفة الفقهاء» (١/ ٢٧٥)، و «البناية» (٢/ ١٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>