إذا ما خَلوْتَ الدَّهرَ يَومًا فلا تَقُلْ … خَلوتُ ولكِنْ قُلْ عليَّ رَقِيبُ
ولا تَحسَبَنَّ اللهَ يُغفِلُ ما مَضَى … وَلا أنَّ ما يَخفَى عليه يَغيبُ
لَهونَا، لَعَمرُ اللَّهِ، حتى تَتابَعتْ … ذُنوبٌ على آثارِهِنَّ ذُنوبُ
فيا لَيتَ أنَّ اللَّهَ يَغفِرُ ما مَضَى … ويَأْذَنُ فِي تَوباتِنَا فنتُوبُ
إذا ما مضَى القَرْنُ الذِي كُنْتَ
فيهمُ … وخُلِّفتَ في قَرنٍ فَأنتَ غَريبُ
وعن علِيِّ بنِ خَشرمٍ أنَّه سمِعَ أَحمدَ بنَ حَنبلٍ يَقولُ:
تَفْنى اللَّذاذةُ ممَّن نالَ صَفوَتَها … من الحَرامِ ويَبقَى الخِزيُ والعارُ
تَبقَى عَواقِبُ سُوءٍ في مَغبَّتِها … لا خَيرَ في لَذةٍ من بَعدِها النارُ
ورُويَ من قَولِه لعَليِّ بنِ المَدينيِّ، لمَّا أجابَ إلى القَولِ بخَلقِ القُرآنِ:
يا ابنَ المَدينيِّ الذي عُرِضَت له … دُنيا فجادَ بدِينِه لِيَنالَها
ماذا دَعاكَ إلى انتِحالِ مَقالةٍ … قد كُنْتَ تَزعمُ كافِرًا من قالَها
أَمرٌ بَدا لك رُشدُه فتَبِعتَه … أم زِينةُ الدُّنيا أرَدتَ نَوالَها؟
ولقد عَهِدتُك مَرةً مُتشدِّدًا … صَعبَ المَقالةِ للتي تُدعَى لها
إنَّ المُرزَّى مَنْ يُصابُ بدِينِه … لا مَنْ يُرزَّأُ ناقةً وفِصالَها (١)
١٢ - مَرَضُه ووَفاتُه ﵀:
قالَ ابنُه عبدُ اللهِ: سمِعتُ أبي يَقولُ: استَكمَلتُ سَبعًا وسَبعينَ، فحُمَّ من لَيلتِه، وماتَ يَومَ العاشِرِ.
(١) في «سير أعلام النبلاء»: خلل.