٢ - النَّسَبُ (الحسبُ):
اختَلفَ الفُقهاءُ في النَّسَبِ -ويُقالُ الحَسَب-؛ هلْ يُعتبَرُ مِنْ الكَفاءةِ أم لا؟
فذهَبَ جُمهورُ الفُقهاءِ الحَنفيةُ والشافِعيةُ والحَنابلةُ إلى أنَّ النَّسَبَ -وهو الحَسَب- مِنْ الخِصالِ المُعتبَرةِ في الكَفاءةِ.
قالَ الحَنفيةُ: ما تُعتبَرُ فيهِ الكَفاءةُ النَّسبُ، والأصلُ فيه قولُ النبيِّ ﷺ: «العَرَبُ بَعضُهم أكفَاءٌ لبَعضٍ، قَبيلةٌ بقَبيلةٍ، ورَجُلٌ برَجلٍ، والمَوالي بعضُهم أكفَاءٌ لبَعضٍ، قَبيلةٌ بقَبيلةٍ، ورَجلٌ برَجلٍ، إلَّا حائِكٌ أو حجَّامٌ» (١)، ولأنَّ التَّفاخُرَ والتَّعييرَ يَقعانِ بالأنسابِ، فتَلحقُ النَّقيصةُ بدَناءةِ النَّسبِ، فتُعتبَرُ فيهِ الكَفاءةُ.
فقَريشٌ بَعضُهم أكفَاءٌ لبَعضٍ على اختِلافِ قَبائلِهمْ، حتَّى يكونُ القُرَشيُّ الذي ليسَ بهاشِميٍّ كالتَّيميِّ والأُمَويِّ والعَدَويِّ ونحوِ ذلك كُفئًا للهاشِميِّ؛ لقولِه ﷺ: «قُريشٌ بَعضُهم أكفَاءٌ لبَعضٍ»، وقَريشٌ تَشتمِلُ على بَني هاشِمٍ، والعَربُ بَعضُهم أكفَاءٌ لبَعضٍ بالنَّصِّ، ولا تكونُ العرَبُ كُفئًا لقُريشٍ؛ لفَضيلةِ قُريشٍ على سائرِ العرَبِ بقُربِهم مِنْ رَسولِ اللهِ ﷺ، ولذلكَ اختَصَّتِ الإمامَةُ بهمْ، قالَ النبيُّ ﷺ: «الأئِمَّةُ مِنْ قُريشٍ»، بخلافِ القُرشيِّ أنه يَصلحُ كُفئًا للهاشِميِّ وإنْ كانَ
(١) حَدِيثٌ مَوضُوع: رواه البيهقي في «السنن الكبرى» (١٣٥٤٧).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute