للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغَيثَ، واجعَل ما أَنزَلتَ لنا قُوةً وبَلَاغًا إلى حِينٍ … » الحَديثَ (١).

ورُويَ أنَّ النَّبيَّ قالَ وهو على المِنبَرِ، حينَ قالَ له الرَّجلُ: يا رَسولَ اللهِ، هلَكَت الأَموالُ، وَانقطعَتِ السُّبلُ، فَادعُ اللهَ يُغِثنا، فَرفعَ رَسولُ اللهِ يَديهِ ثم قالَ: اللَّهمَّ أَغِثنَا، اللَّهمَّ أَغِثنَا، اللَّهمَّ أَغِثنَا» (٢).

وقالَ الإمامُ الشافِعيُّ : «وَليكن مِنْ دُعائِهم في هذه الحالةِ: «اللَّهمَّ أنتَ أمَرتَنا بدُعائِكَ، ووَعَدتَنا إِجابتَك، وقد دَعوناكَ كما أمَرتَنا فأجِبنا كما وعَدتَنا، اللَّهمَّ امنُن علينا بمَغفِرةِ ما قارَفنا، وإِجابتِك إيَّانا في سُقيانا، وسَعةِ رِزقِنا»، ثم يَدعو بما شاءَ مِنْ دِينٍ ودُنيا، ويَبدَؤونَ، ويَبدَأُ الاستِغفارَ، ويَفصِلُ به كَلامَه ويَختِمُ به، ثم يُقبِلُ على النَّاسِ بوَجهِه، فيَحضُّهم على طاعةِ ربِّهم، ويُصلِّي على النَّبيِّ، ويَدعُو للمُؤمِنينَ والمُؤمِناتِ، ويَقرأُ آيةً أو آيتَينِ، ويَقولُ: أستَغفِرُ اللهَ لي ولكم، ثم يَنْزِلُ» (٣).

تَحويلُ الرِّداءِ في الاستِسقاءِ:

قالَ المالِكيةُ والشافِعيةُ والحَنابلَةُ: يُستحبُّ تَحويلُ الرِّداءِ لِلإمامِ والمَأمومِ؛ لفِعلِ الرَّسولِ له، ولأنَّ ما فعَلَه النَّبيُّ ثبَتَ في حقِّ غيرِه ما لم يَقمْ على اختِصاصِه به دَليلٌ، وقد عقَلَ المَعنى في


(١) حَديثٌ حَسنٌ: تَقدَّمَ.
(٢) رواه البخاري (٩٦٨)، ومسلم (٨٩٧).
(٣) «مُختصَر المُزَني» (١/ ٣٣)، و «المجموع» (٦/ ١٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>