للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اشتِراطُ الواقِفِ النَّظرَ لنَفْسِه:

اختَلفَ الفُقهاءُ فيما لو اشتَرطَ الواقفُ النَّظرَ لنَفسِه، هل يَصحُّ أم لا؟

فذهَبَ جُمهورُ الفُقهاءِ الحَنفيةُ في المَذهبِ والشافِعيةُ والحَنابلةُ إلى جَوازِ أنْ يَشتَرطَ الواقفُ النَّظرَ لنَفسِه ويَكونُ له الوِلايةُ عليه؛ «لأنَّ عُمرَ كانَ يَلي أمْرَ صَدَقتِه بنَفسِه، ثُمَّ جعَلَه إلى حَفصةَ تَليهِ ما عاشَتْ ثُمَّ يَليهِ أُولو الرَّأيِ مِنْ أهلِها» (١)، ولأنَّ المُتولِّيَ إنَّما يَستفيدُ الوِلايةَ مِنْ جِهتِه بشَرطِه، فيَستَحيلُ ألَّا يَكونَ له الوِلايةُ وغَيرُه يَستفيدُ الوِلايةَ منه، ولأنه أقرَبُ الناسِ إلى هذا الوَقفِ، فيَكونُ أَولى بوِلايتِه، كمَن اتَّخذَ مَسجدًا يَكونُ أَولَى بعِمارتِه ونَصبِ المُؤذِّنِ فيهِ، وكمَن أعتَقَ عَبدًا كانَ الوَلاءُ له؛ لأنه أقرَبُ الناسِ إليه (٢).


(١) صَحِيحٌ: رواه أبو داود (٢٨٧٩)، و «الدارقطني» (٥/ ٣٤١)، والبيهقي في «الكبرى» (٦/ ١٦٠).
(٢) «شرح فتح القدير» (٦/ ٣٣١)، و «تبيين الحقائق» (٣/ ٣٢٩)، و «العناية شرح الهداية» (٨/ ٣٥٣)، و «البحر الرائق» (٥/ ٢٤٣)، و «الجوهرة النيرة» (٤/ ١٠٩)، و «اللباب» (١/ ٦٢٥)، و «روضة الطالبين» (٤/ ١٦٤)، و «مغني المحتاج» (٣/ ٤٨٠)، و «تحفة المحتاج» (٧/ ٥٣٩)، و «نهاية المحتاج» (٥/ ٤٥٥)، و «النجم الوهاج» (٥/ ٥١٩)، و «كنز الراغبين» (٣/ ٢٦٦)، و «الديباج» (٢/ ٥٣٤)، و «المغني» (٥/ ٣٧٧)، و «المبدع» (٥/ ٣٣٥)، و «كشاف القناع» (٤/ ٣٢١)، و «شرح منتهى الإرادات» (٤/ ٣٥٥)، و «مطالب أولي النهى» (٤/ ٣١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>