للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ ابنُ المُنذرِ: أجمَعَ أهلُ العِلمِ على أنَّ خُروجَ الغائِطِ من الدُّبرِ وخُروجَ البَولِ من ذَكرِ الرَّجلِ وقُبلِ المَرأةِ وخُروجَ المَذيِ وخُروجَ الرِّيحِ من الدُّبرِ أحداثٌ يَنقضُ كلُّ واحِدٍ منها الطَّهارةَ ويُوجبُ الوُضوءَ (١).

٣ - المَنيُّ:

المَنيُّ: هو الماءُ الغَليظُ الدافِقُ الذي يَخرجُ عندَ اشتِدادِ الشَّهوةِ (٢).

وقد اختَلفَ فُقهاءُ المَذاهبِ الأربَعةِ في المَنيِّ هل هو طاهِرٌ أو نَجسٌ؟

فذهَبَ الحَنفيةُ والمالِكيةُ وقَولٌ شاذٌّ عندَ الشافِعيةِ والإمامِ أحمدَ في رِوايةٍ إلى أنَّ المَنيَّ نَجسٌ (٣).

واستدَلُّوا على ذلك: بحَديثِ عائِشةَ أنَّها قالَت: «كُنْتُ أغسِلُ المَنيَّ (الجَنابةَ) من ثَوبِ رَسولِ اللهِ فيَخرجُ إلى الصَّلاةِ وإنَّ بُقعَ الماءِ لَفي ثَوبِه» (٤).


(١) «الإجماع» (١٩)، و «المغني» (١/ ٢١٤).
(٢) «المغني» (١/ ٢٦٠)، و «كشاف القناع» (١/ ١٣٩)، و «شرح صحيح مسلم» للنووي (٣/ ١٨٩).
(٣) «بدائع الصنائع» (١/ ٢١٧، ٢١٨)، و «حاشية ابن عابدين» (١/ ٥١٤)، و «البحر الرائق» (١/ ٢٣٦)، و «حاشية الطحطاوي» (١/ ١١٠)، و «تبين الحقائق» (١/ ٧١)، و «الاستذكار» (١/ ٢٨٦)، و «مواهب الجليل» (١/ ١٦٥)، و «بداية المجتهد» (١/ ١٢٢)، و «حاشية الدسوقي» (١/ ٩٢)، والشرح الصغير بهامش «بلغة السالك» (١/ ٣٨)، و «مواهب الجليل» (١/ ١٠٤)، و «الحادي الكبير» (٢/ ٢٥١، ٢٥٣)، و «شرح صحيح مسلم» (٢/ ٢٨٧)، و «الكافي» (١/ ٨٧).
(٤) رواه البخاري (٢٢٩)، ومسلم (٢٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>