للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

: «إذا قامَ أحَدُكم مِنْ الرَّكعتَينِ فلم يَستَتِمَّ قائِمًا فَليَجلِس، فإذا استَتَمَّ قائِمًا فلا يَجلِس، وَيَسجُدُ سَجدَتَيِ السَّهوِ» (١).

١٦ - الدُّعاءُ بعدَ التشهُّدِ الأخيرِ:

ذَهب جُمهورُ العُلماءِ إلى أنَّه يُسنُّ لِلمُصلِّي بعدَ التشهُّدِ الأخيرِ أن يَدعُوَ بما شاءَ مِنْ أُمورِ الآخِرةِ والدُّنيا، ما لم يكن إثمًا؛ لمَا رَواه عَبد اللهِ بنُ مَسعودٍ أنَّه قالَ: كُنَّا إذا كُنَّا مع النَّبيِّ في الصَّلاةِ قُلنا: السَّلامُ على اللهِ مِنْ عِبادِه، السَّلامُ على فُلَانٍ وَفُلَانٍ. فقالَ النَّبيُّ : «لَا تَقُولوا: السَّلامُ على اللهِ؛ فإنَّ اللهَ هو السَّلامُ، وَلَكِن قُولوا: التَّحِيَّاتُ للهِ وَالصَّلواتُ وَالطَّيِّباتُ، السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّهَا النَّبيُّ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُه، السَّلامُ عَلَينَا وَعلى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، فَإِنَّكُم إذا قُلتُم أَصَابَ كلَّ عَبدٍ في السَّمَاءِ، أو بينَ السَّمَاءِ وَالأَرضِ، أَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا اللهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحمَّدًا عَبدُهُ وَرَسولُه، ثم يَتَخَيَّرُ مِنْ الدُّعاءِ أَعجَبَه إليه يَدعُو». هذا لَفظُ البُخاريِّ، وفي لَفظٍ لِمُسلِمٍ: «ثم ليَتَخَيَّر بَعدُ مِنْ المَسألةِ ما شَاءَ، أو ما أَحبَّ» (٢).

وقالَ أبو حَنيفَةَ: لا يَجوزُ إلا بالدَّعَواتِ الوارِدةِ في القُرآنِ والسُّنةِ، ومِن ذلك ما رُويَ عن أبي بَكرٍ أنَّه قالَ لِرَسولِ اللهِ : «عَلِّمنِي دُعاءً أَدعُو بِه في صَلاتي. قالَ: قُلِ: اللَّهمَّ إنِّي ظَلَمتُ نَفسِي ظُلمًا


(١) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه ابن ماجه (١٢٠٨)، وغيره.
(٢) رواه البخاري (٨٠٠)، ومسلم (٤٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>