للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يُستحبُّ أن يتَّصفَ به المؤذِّنُ:

١ - يُستحبُّ أن يَكونَ المؤذِّنُ طاهِرًا مِنْ الحَدثِ الأصغَرِ والأكبرِ؛ لأنَّ الأذانَ ذِكرٌ مُعَظَّمٌ، فالإتيانُ به معَ الطَّهارةِ أقرَبُ إلى التَّعظيمِ.

٢ - ويُستحبُّ أن يَكونَ عَدلًا؛ لأنَّه أَمينٌ على المَواقيتِ، ويَصحُّ أذانُ الفاسِقِ معَ الكَراهةِ عندَ الجُمهورِ، وفي وَجهٍ عندَ الحَنابلَةِ لا يُعتَدُّ بأذانِه، والوَجهُ الآخَرُ أنَّه يُعتَدُّ بأذانِه؛ لأنَّه تَصحُّ صَلاتُه بالنَّاسِ، فكَذا أذانُه (١).

٣ - ويُستحبُّ أن يَكونَ صَيِّتًا؛ أَي حَسنَ الصَّوتِ؛ لقولِ النَّبيِّ لِعَبد اللهِ بنِ زَيدٍ: «فَقُم معَ بِلَالٍ فَأَلقِ عليه ما رَأَيتَ، فَليُؤذِّن بِه فإنَّه أَندَى صَوتًا مِنْكَ» (٢)، ولأنَّه أبلَغُ في الإعلامِ، وهذا معَ كَراهةِ التَّمطيطِ والتَّطريبِ.

٤ - ويُستحبُّ أن يَجعلَ أُصبُعَيهِ في أُذُنَيهِ حالَ الأذانِ؛ لِما رَوى أبو جُحَيفَةَ أنَّ بِلالًا أذَّنَ ووضعَ أُصبُعَيهِ في أُذُنَيهِ (٣).

ويُستحبُّ أن يؤذِّنَ قائِمًا، قالَ ابنُ المُنذرِ : أجمعَ كلُّ مَنْ نَحفَظُ


(١) «المغني» (١/ ٥١٩)، و «منار السبيل» (١/ ٧٩).
(٢) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: سَبَقَ تخريجه.
(٣) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه ابن ماجه (٧١١)، والبَيهَقي في «الكبرى» (١/ ٣٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>