للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمَا رُويَ أنَّ النَّبيَّ : «أقامَ بتَبُوكَ عِشرِينَ لَيلَةً يَقصُرُ الصَّلاةَ» (١).

ورُويَ عن سَعدِ بنِ أَبي وَقاصٍ : «أنَّه أَقامَ بقَريةٍ مِنْ قُرى نَيسابُورَ شَهرَينِ، وكانَ يَقصُرُ الصَّلاةَ».

إلَّا أنَّ هذا الحُكمَ ليسَ مُتَّفقًا عليه بينَ المَذاهبِ على تَفصيلٍ سيَأتي بَيانُه إن شاءَ اللهُ.

ما يَنتقِضُ به وطَنُ السُّكنَى:

وَطَنُ السُّكنى يَنتَقضُ بالوطَنِ الأصلِيِّ، وبوطَنِ الإِقامةِ؛ لأنَّهما فوقَه، ويَنتَقضُ بوطَنِ السُّكنَى؛ لأنَّه مِثلُه، ويَنتقِضُ بالسَّفرِ؛ لأنَّ تَوطُّنَه في هذا المُقامِ ليسَ للقَرارِ، ولكِن لِحاجةٍ؛ فإذا سافَرَ منه يَستدِلُّ به على انقِضاءِ حاجَتِه، فصارَ مُعرِضًا عن التَّوطُّنِ به، فصارَ ناقِضًا له (٢).

صَيرورةُ المُقيمِ مُسافِرًا وشَرائطُها:

يَصيرُ المُقيمُ مُسافِرًا إذا تَحقَّقتِ الشَرائطُ الآتيةُ:

الشَّريطةُ الأُولى: الخُروجُ مِنْ المُقامِ، أي: مَوطنِ إقامَتِه، وهو أن يُجاوِزَ عُمرانَ بَلدَتِه ويفارِقَ بُيوتَها، ويَدخلُ في ذلك ما يُعَدُّ منه عُرفًا، كالأبنِيةِ المُتَّصِلَةِ، والبَساتينِ المَسكونةِ، والمَزارِعِ والأَسوارِ، وذلك على تَفصيلٍ بينَ المَذاهبِ، سيَأتي بَيانُه إن شاءَ اللهُ.


(١) حَديثٌ صَحيحٌ: رواه أبو داود (١٢٣٥)، والتِّرمذِي في «العلل» (١٥٨)، وابن حِبَّان في «صحيحه» (٦/ ٤٥٦).
(٢) «بدائع الصنائع» (١/ ١٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>