للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُطلِّقَها، ولا تَنازُعَ بينَ أهلِ العلمِ في ذلكَ (١).

وقالَ الإمامُ ابنُ قُدامةَ : لا نَعلمُ بَينَ أهلِ العِلمِ في وُجوبِ التَّسويةِ بَينَ الزَّوجاتِ في القَسْمِ خِلافًا (٢).

وقالَ شَيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ : يَجبُ عليهِ العَدلُ بَينَ الزَّوجتَينِ باتِّفاقِ المُسلمِينَ، وفي السُّننِ الأربعةِ عَنْ أبي هُريرةَ عنِ النَّبيِّ قالَ: «مَنْ كانَتْ لهُ امرَأتانِ فمالَ إلى إحداهُما دُونَ الأُخرَى جاءَ يومَ القِيامةِ وأحَدُ شِقَّيهِ مائِلٌ»، فعليهِ أنْ يَعدِلَ في القَسمِ، فإذا باتَ عندَها لَيلةً أو لَيلَتينِ أو ثَلاثًا باتَ عندَ الأُخرى بقَدرِ ذلكَ، ولا يُفضِّلُ إحداهُما في القَسْمِ (٣).

عمادُ القَسمِ اللَّيلُ:

اتَّفقَ فُقهاءُ المُسلمِينَ على أنَّ عِمادَ القَسمِ هوَ اللَّيلُ؛ لأنه سَكَنٌ، قالَ تعالَى: ﴿أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ [الروم: ٢١]، فعلَى الزَّوجِ في زَمانِ القَسْمِ أنْ يَأويَ إليها لَيلًا ويَنصرِفَ لنَفسِه نَهارًا؛ لأنَّ اللَّيلَ زَمانُ الدَّعةِ والإيواءِ، والنَّهارُ زَمانُ المَعاشِ والتَّصرُّفِ، قالَ اللهُ تعالَى: ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (١٠) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (١١)[النبأ: ١٠، ١١]، ولأنَّ اللَّيلَ زَمانُ الدَّعةِ والإيواءِ فوجَبَ أنْ يكونَ عُمدَةَ القَسْمِ، ولأنَّ السيِّدَ لو زَوَّجَ أمَتَهُ لَزمَه تَمكينُ الزَّوجِ مِنها لَيلًا، وكانَ لهُ استِخدامُها نهارًا، فعُلِمَ أنَّ اللَّيلَ عِمادُ القَسْمِ، فلا يَجوزُ


(١) «الإقناع في مسائل الإجماع» (٣/ ١٢٣٦، ١٢٣٨)، رقم (٢٢٦٢، ٢٢٦٥).
(٢) «المغني» (٧/ ٢٢٩).
(٣) «مجموع فتاوى ابن تيمية» (٣٢/ ٢٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>