للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أوقاتُ الصَّلاةِ:

الوقتُ: مِقدارٌ منَ الزَّمانِ مُقدَّرٌ لِأمرٍ ما، وكلُّ شَيءٍ قدَّرتَ له حينًا فقد وقَّتَّه تَوقيتًا.

وأوقاتُ الصَّلاةِ هيَ: الأزمِنةُ التي حدَّدَها الشَّارعُ لِفِعلِ الصَّلاةِ أداءً، فالوقتُ سَببُ وُجوبِ الصَّلاةِ؛ فلا تَصحُّ قبلَ دُخولِه، وتَكونُ قَضاءً بعدَ خُروجِه (١).

أوقاتُ الصَّلواتِ المَفروضةِ:

أجمعَ أهلُ العِلمِ على أنَّ اللهَ تَعالى قد حَدَّدَ أوقاتًا لِلصَلواتِ الخَمسِ على لسانِ نبيِّهِ ، وجعلَ لِكلِّ وَقتٍ صَلاةً منها أولًا، ليس ما قبلَه وَقتًا لتَأديَتها، فلا يَجوزُ إيقاعُ الصَّلاةِ قبلَها بحالٍ، وليس ما بعدَه وَقتًا لِتَأدِيَتِها ولا يَجوزُ تَأخِيرُ الصَّلاةِ حتى يَخرُجَ وقتُها، وتَكونُ قَضاءً بعدَ وقتِها، قالَ اللهُ تَعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: ١٠٣]. وهذا ما لا خِلافَ فيه مِنْ أحَدٍ مِنْ الأمَّةِ (٢).

وأصلُ مَشروعيَّةِ هذه الأوقاتِ عُرف بالكتابِ، قالَ اللهُ تعالَى: ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ﴾ [الروم: ١٧، ١٨].

قالَ بَعضُ المُفسِّرينَ: إنَّ المُرادَ بالتَّسبيحِ الصَّلاةُ، أي: صَلُّوا حينَ


(١) «المصباح المنير»، و «لسان العرب»، و «تاج العروسِ»، و «الطحطاوي» (٩٣).
(٢) «المحلى» (٢/ ٢٣٦)، و «الإقناع في مسائل الإجماع» (١/ ٣٠٧) رقم (٥٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>