للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا اجتمَعَ شَيئانِ يُوجِبان الغُسلَ فنَواهُما مَرةً واحِدةً:

إذا اجتمَعَ شَيئانِ يُوجِبانِ الغُسلَ، كالحَيضِ والجَنابةِ أو التِقاءِ الخِتانَينِ والإِنزالِ ونَواهما بطَهارتِه أجزَأَه عنهما في قَولِ أكثَرِ أهلِ العِلمِ، ومنهم أبو حَنيفةَ ومالِكٌ والشافِعيُّ وأحمدُ؛ لأنَّ النَّبيَّ لم يَكنْ يَغتسِلُ من الجِماعِ إلا غُسلًا واحِدًا، وهو يَتضمَّنُ شَيئَينِ، إذْ هو لازِمٌ للإِنزالِ في غالِبِ الأَحوالِ، ولأنَّهما سَببانِ يُوجِبانِ الغُسلَ، فإِجزاءُ الغُسلِ الواحِدِ عنهما كالحَدثِ والنَّجاسةِ، وهكذا الحُكمُ إذا اجتمَعَت أَحداثٌ تُوجِبُ الطَّهارةَ الصُّغرى كالنَّومِ وخُروجِ النَّجاسةِ واللَّمسِ بشَهوةٍ، فنَواها بطَهارتِه أو نَوى رَفعَ الحَدثِ أو استِباحةَ الصَّلاةِ أجزَأَ عن الجَميعِ (١).

قالَ ابنُ قُدامةَ : وإنْ نَوى أحَدُهما أو نَوَت المَرأةُ غُسلَ الحَيضَ دونَ غُسلِ الجَنابةِ فهل تُجزئُه عن الأُخرى؟ على وَجهَينِ:

أحدُهما: تُجزئُه عن الآخَرِ؛ لأنَّه غُسلٌ صَحيحٌ نَوى به الفَرضَ فأجزَأَه كما لو نَوى استِباحةَ الصَّلاةِ.

والثاني: تُجزئُه كما نَواه دونَ ما لم يَنوِه لقَولِ النَّبيِّ : «إنَّما لكلِّ امرِئٍ ما نَوى» (٢)، وهكذا لو اغتسَلَ للجُمُعةِ هل تُجزئُه عن الجَنابةِ على وَجهَينِ (٣).


(١) «المغني» (١/ ٢٨٨).
(٢) رواه البخاري (١).
(٣) «المغني» (١/ ٢٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>