للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستدَلُّوا على ذلك بما رُويَ عن النَّبيِّ أنَّه قالَ: «ولا تَشرَبوا في آنِيةِ الذَّهبِ والفِضَّةِ ولا تَأكُلوا في صِحافِها؛ فإنَّهَا لهم في الدُّنيا ولنا في الآخِرةِ» (١).

وبقَولِه : «الذي يَشرَبُ في آنِيةِ الفِضَّةِ إنَّما يُجَرجرُ في بَطنِه نارَ جَهنَّمَ» (٢).

وعلى هذا إنْ تَوضَّأَ أو اغتسَلَ منها عصَى بالفِعلِ وصَحَّ وُضوؤُه وغُسلُه عندَ الحَنفيةِ والمالِكيةِ والشافِعيةِ وهو الصَّحيحُ عندَ الحَنابِلةِ خِلافًا لأبي بَكرٍ من الحَنابِلةِ (٣).

النَّوعُ الثاني: الآنيةُ المُفضَّضةُ والمُضبَّبةُ (٤) بالفِضةِ والذَّهبِ:

ذهَبَ الإمامُ أبو حَنيفةَ (وهي إحدَى الرِوايَتينِ عن مُحمدِ بنِ الحَسنِ) إلى جَوازِ استِعمالِ الآنيةِ المُفضَّضةِ والمُضبَّبةِ بالفِضةِ ولو كانَت الفِضةُ كَثيرةً.


(١) رواه البخاري (٥٦٣٣)، ومسلم (٢٠٦٧).
(٢) رواه البخاري (٥٦٣٤)، ومسلم (٢٠٦٥).
(٣) «شرح صحيح مسلم» للنووي (١٤/ ٢٧)، و «المجموع» (٢/ ٢٥٣)، و «المغني» (١/ ٩٨)، و «حاشية الدسوقي» (١/ ١٠٤).
(٤) المُفضَّضُ المُزوَّقُ بالفِضةِ أوالمُرصَّعُ بها. ويُقالُ لكلِّ مُنقَّشٍ ومُزيَّنٍ ومُزوَّقٍ. «حاشية ابن عابدين»، «القاموس المحيط» (١١٥١)، و «حاشية ابن عابدين» (٦/ ٣٤٤).
ويُقالُ: بابٌ مُضبَّبٌ، أي: مَشدودٌ بالضِّبابِ، والضَّبةُ هي الحَديدةُ العَريضةُ التي يُضبَّبُ بها. وضبَّبَ أَسنانَه بالفِضةِ إذا شَدَّها بها. «حاشية ابن عبدين» (٦/ ٣٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>