للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالصُّورُ خَمسٌ، اثنَتانِ تَصحانِ من العامِّيِّ والعالِمِ، واثنَتانِ تَبطُلانِ منهما، وواحِدةٌ تَصحُّ من العامِّيِّ وتَبطُلُ من العالِمِ، وهذا الشَّرطُ مع هذا التَّفصيلِ عامٌّ في جَميعِ العِباداتِ كالصَّلاةِ والصَّومِ ونَحوِ ذلك، واستَثنَى بَعضُهم الحَجَّ (١).

٥ - عَدمُ الصارِفِ عن الوُضوءِ:

وهذا الشَّرطُ ذكَرَه الشافِعيةُ أيضًا، وجَعَلوه من شُروطِ الوُضوءِ، وهو عَدمُ صارِفٍ عن الوُضوءِ، ويُعبَّرُ عنه بدَوامِ النِّيةِ حُكمًا: بألَّا يَأتي بمُنافٍ للنِّيةِ كرَدةٍ أو تَعليقٍ «إنْ شاءَ اللهُ» لا بنيَّةِ التَّبرُّكِ، أو كقَطعٍ للنِّيةِ، فلو قطَعَ النِّيةَ في أثناءِ الوُضوءِ احتاجَ في بَقيةِ الأَعضاءِ إلى نيةٍ جَديدةٍ (٢).

٦ - جَرْيُ الماءِ على العُضوِ:

صرَّحَ الشافِعيةُ أيضًا بأنَّ من شُروطِ الوُضوءِ جَريانَ الماءِ على العُضوِ بلا خِلافٍ، فلا يَكفي أنْ يَمسَّ العُضوَ الماءُ؛ لأنَّه لا يُسمَّى غَسلًا، أي: المَسُّ المَذكورُ، وأنَّ المَأمورَ فيه في الآيةِ الشَّريفةِ الغَسلُ.


(١) «البجيرمي على الخطيب» (١/ ١١٥)، و «نهاية الزين» (١/ ١٧)، و «مغني المحتاج» (١/ ١٤٧)، و «إعانة الطالبين» (١/ ٣٥)، و «المنهج القويم» (١/ ٥٢)، و «حواشي الشرواني» (١/ ١٨٩)، و «فتح المعين» (١/ ٢٢٦).
(٢) «أسنى المطالب» (١/ ٢٨)، و «نهاية المحتاج» (١/ ١٥٤)، و «حاشية الجمل» (١/ ١٠١)، و «مغني المحتاج» (١/ ١٤٧)، و «غاية البيان» (١/ ٤٥)، و «حواشي الشرواني» (١/ ١٨٨)، و «إعانة الطالبين» (١/ ٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>