للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب- رَفعُ اليَدَيْن عندَ التَّكبيراتِ:

قال ابنُ المنذِرِ : أجمَعَ عَوامُّ أهلِ العِلمِ على أنَّ المُصلِّيَ يَرفعُ يَديْه في أولِ تَكبيرةٍ يُكبِّرُها، واختلَفوا في رَفعِ اليَديْن في سائِرِ التَّكبيراتِ (١).

فذهَبَ الشافِعيةُ والحَنابِلةُ إلى أنَّه يَرفَعُ يَدَيْه مع كلِّ تَكبيرةٍ؛ لِما رُويَ أنَّ ابنَ عمرَ: «كان يَرْفعُ يَديْه في كلِّ تَكْبِيرَةٍ على الجنازةِ» (٢).

قال ابنُ المنذِرِ : بقَولِ ابنِ عمرَ أقولُ اتِّباعًا له، ولأنَّ النَّبيَّ لَمَّا بيَّنَ رَفعَ اليَدَيْن في كلِّ تَكبيرةٍ يُكبِّرُها المَرءُ وهو قائِمٌ، وكانَت تَكبيراتُ العيدَيْن والجنائِزِ في مَوضِعِ القيامِ، ثبَت رَفعُ اليَدَيْن فيها، قياسًا على رَفعِ اليدَيْن في التَّكبيرِ في مَوضعِ القيامِ، ولمَّا أَجمَعوا -أنَّه تُرفعُ الأيدي في- (٣) أولِ تَكبيرةٍ واختلَفوا فيما سِواها، كانَ حُكمُ ما اختلَفوا فيه حُكمَ ما أجمَعواعليه (٤).

وأمَّا الإمامُ مالِكٌ فاختَلفَ النَّقلُ عنه، فحَكى ابنُ وَهبٍ عنه أنَّه قالَ: يُعجِبُني أنْ يَرفعَ اليَديْن في التَّكبيراتِ الأربَعِ.


(١) «الإجماع» (٢٩)، و «الأوسط» (٥/ ٤٢٦).
(٢) رواه عبد الرازق (٣/ ٤٧٠)، وابن المنذر في «الأوسط» (٥/ ٤٢٦)، والبيهقي في الكبري (٤/ ٤٤) قال الألبانِيُّ: سندُه صحيحٌ.
(٣) وفي الأصلِ: «ولمَّا أجمَعوا ألَّا يَدريَ فرَفَع في أولِ تَكبيرةٍ واختلَفوا فيما سِواه». ولعَلَّه تَصحيفٌ، وما ذكَرتُه أصَحُّ واللهُ أعلَمُ.
(٤) «الأوسط» (٥/ ٤٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>