للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل في الأصنافِ الذين يُقاتَلَون

الأصنافُ الذين يُقاتَلَون: هُمْ الكُفارُ:

وهُم ثَلاثةُ أقسامٍ:

القِسمُ الأولُ: أهلُ الكِتابِ، وهُم اليَهودُ والنَّصارى ومَن اتَّخذَ التَّوراةَ والإنجيلَ كِتابًا، كالسامِرةِ والفِرنجِ ونَحوِهم، فهؤلاء يُقاتَلَون حتى يُسْلِموا أو يُعطوا الجِزيةَ عن يَدٍ وهم صاغِرونَ، ويُقَرُّون على دِينِهم إذا بذَلوها؛ لقَولِ اللهِ ﷿: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (٢٩)[التوبة: ٢٩].

القِسمُ الثانِي: مَنْ لهم شُبهةُ كِتابٍ، وهُم المَجوسُ، فحُكمُهم حُكمُ أهلِ الكِتابِ فيُقاتَلَون حتى يُسْلِموا أو يُعطوا الجِزيةَ عن يَدٍ وهم صاغِرونَ؛ لما رَوى البُخاريُّ عن سُفيانَ قالَ: «سَمِعتُ عَمرًا قالَ: كُنْتُ جالِسًا مع جابِرِ بنِ زَيدٍ وَعَمرِو بنِ أوسٍ، فحَدَّثهما بَجالَةُ -سَنةَ سَبعينَ عامَ حَجَّ مُصعَبُ بنُ الزُّبَيرِ بأهلِ البَصرةِ عندَ دَرجِ زَمزَمَ- قالَ: كُنْتُ كاتِبًا لجَزءِ بنِ مُعاويةَ عَمِّ الأحنَفِ، فأتانا كِتابُ عُمرَ بنِ الخَطابِ قبلَ مَوتِه بسَنةٍ: فَرِّقوا

<<  <  ج: ص:  >  >>