للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(في الحياةِ) خرَج الوَصيةُ، وهو مُتعلِّقٌ بتَمليكٍ.

(بلا عِوضٍ) مُتعلِّقٌ أيضًا به؛ فإنْ كانت بعِوضٍ فبَيعٌ.

(بما يُعدُّ هِبةً) من قَولٍ أو فِعلٍ كإِرسالِ هَديةٍ ودَفعِ دَراهمَ لفَقيرٍ.

(عُرفًا) كالمُعاطاةِ والهِبةِ والصَّدقةِ والهَديةِ والعَطيةِ، مَعانيها مُتقاربةٌ، وكلُّها تَمليكٌ في الحياةِ بلا عِوضٍ (١).

فجَميعُ هذه التَّعريفاتِ تَدورُ حَولَ: «تَمليكِ عَينٍ حالَ الحَياةِ بلا عِوضٍ».

الفَرقُ بينَ الهِبةِ والعَطيةِ والهَديةِ والصَّدقةِ:

قالَ ابنُ قُدامةَ : الهِبةُ والصَّدقةُ والهَديةُ والعَطيةُ مَعانيها مُتقاربةٌ، وكلُّها تَمليكٌ في الحياةِ بغيرِ عِوضٍ، واسمُ العَطيةِ شامِلٌ لجَميعِها وكذلك الهِبةُ، فأمَّا الصَّدقةُ والهَديةُ فهما مُتغايرتانِ وإنْ دخَلتا في مُسمَّى الهِبةِ والعَطيةِ؛ فإن النَّبيَّ كانَ يَأكلُ الهَديةَ ولا يَأكلُ الصَّدقةَ، وقالَ في اللَّحمِ الذي تُصدِّقَ به على بَريرةَ: «هو عليها صَدقةٌ ولنا هَديةٌ» فالظاهِرُ أنَّ مَنْ أَعطى شَيئًا يَتقرَّبُ به إلى اللهِ تَعالى للمُحتاجِ فهو صَدقةٌ، ومَن دفَعَ إلى إِنسانٍ شَيئًا للتَّقرُّبِ إليه والمَحبةِ له فهو هَديةٌ، وجَميعُ ذلك مَندوبٌ إليه ومَحثوثٌ إليه (٢).


(١) «شرح منتهى الإرادات» (٤/ ٣٩٠)، و «كشاف القناع» (٤/ ٣٥٩)، و «مطالب أولي النهى» (٤/ ٣٧٧).
(٢) «المغني» (٥/ ٣٧٩)، و «الشرح الكبير» (٦/ ٢٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>