للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حُكمُ الزِّنا:

الزِّنا مُحرَّمٌ بالكِتابِ والسُّنةِ والإجماعِ، وهو مِنْ أكبَرِ الكبائرِ بعدَ الشِّركِ باللهِ والقَتلِ، واتَّفقَ أهلُ المِلَلِ على تَحريمِه، وهو مِنْ أفحَشِ الكَبائرِ، ولم يَحِلَّ في مِلَّةٍ قَطُّ، ولهذا كانَ حَدُّه أشَدَّ الحُدودِ؛ لأنه جِنايةٌ على الأعراضِ والأنسابِ (١).

قالَ اللهُ تعالَى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: ٣٢].

وقولُه تعالَى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (٦٨) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (٦٩)[الفرقان: ٦٨ - ٦٩].

وعن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ قالَ: «سَألتُ رَسولَ اللهِ : أيُّ الذَّنبِ أعظَمُ؟ قالَ: أنْ تَجعلَ للهِ نِدًّا وهو خلَقَكَ، قلتُ: ثُمَّ أي؟ قالَ: أنْ تَقتلَ ولَدَكَ مَخافةَ أنْ يَطعمَ معكَ، قلتُ: ثمَّ أَي؟ قالَ: أنْ تُزانِيَ بحَليلَةِ جاركَ» (٢).

وغيرُها مِنْ النُّصوصِ التي تَأتي معَنا.

وأمَّا الإجماعُ: فقَدْ أجمَعَتِ الأمَّةُ على تَحريمِ الزِّنا، وأنه مِنْ أكبَرِ الكَبائرِ.


(١) «مغني المحتاج» (٥/ ٤٣٥).
(٢) رواه البخاري (٤٧٦١)، ومسلم (٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>