للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢١ - مُداوَمةُ الآمةِ والجائِحةِ والجِراحِ:

الآمةُ: جِراحةٌ في الرأسِ.

والجائِحةُ: جِراحةٌ في البَطنِ.

والمُرادُ بهذا -كما يَقولُ الكاسانيُّ : ما يَصِلُ إلى الجَوفِ من غَيرِ المَخارِقِ الأصليَّةِ (١).

فإنْ داوى الصائِمُ الآمةَ أو الجائِحةَ أو الجِراحَ فقد اختَلفَ الفُقهاءُ فيه:

فذهَب جُمهورُ الفُقهاءِ الحَنفيَّةُ والشافِعيَّةُ والحَنابِلةُ إلى أنَّه إذا داوى فوصَل على داخِلِ دِماغِه صَومُه فاسِدٌ ويَجِبُ عليه القَضاءُ: لأنَّ الصَّومَ هو الإمساكُ عن كلِّ ما يَصِلُ إلى الجَوفُ، وهذا ما أمسَك، ولأنَّه واصِلٌ إلى جَوفِه باختيارِه، فأشبَهَ ما لو أكَل، ولأنَّه إذا بطَل الصَّومُ بما وصَل إلى الجَوفِ مما ليس بأكلٍ، كالسَّعوطِ والحُقنةِ، فكذلك إذا دخَل الدَّواءُ عن طَريقِ تَداوي الجائِفةِ أو المأمومةِ.

قال الإمامُ النَّوَويُّ : لو داوى جُرحَه فوصَل الدَّواءُ إلى جَوفِه أو دِماغِه أفطَر عندَنا سَواءٌ كان الدَّواءُ رَطبًا أو يابِسًا (٢).

أمَّا إذا شَكَّ في وُصولِ الدَّواءِ إلى الجَوفِ، فعندَ الحَنفيَّةِ بَعضُ التَّفصيلِ والخِلافِ: فإنْ كان الدَّواءُ رَطبًا، فعندَ أبي حَنيفةَ الظاهِرُ هو


(١) «البدائع» (٢/ ٦٢٧).
(٢) «المجموع» (٧/ ٥١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>