للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَزنِيانِ وزِناهُما البَطشُ، والرِّجلانِ تَزنِيانِ وزِناهُما المَشيُ، ويُصدِّقُ ذلكَ الفَرجُ أو يُكذِّبُه» (١).

و: «يا مُخنَّثُ، يا قَحْبةُ، يا فاجِرةُ، يا خَبيثةُ».

أو يَقولَ لزَوجةِ شَخصٍ: «فَضَحْتِ زوْجَكِ، وغَطَّيتِ رأسَه، وجَعلْتِ له قُرونًا، وعَلَّقتِ عليه أولادًا مِنْ غيرِه، وأفسَدْتِ فِراشَه».

أو يَقولَ لمَن يُخاصِمُه: «يا حَلالُ ابنَ الحَلالِ، ما يَعرِفُكَ الناسُ بالزِّنى، ما أنا بزَانٍ ولا أُمِّي بزانِيةٍ» ونحوَ ذلكَ فهذا ليسَ بصَريحٍ في القَذفِ.

فإنْ أرادَ بهذه الألفاظِ حَقيقةَ الزِّنى حُدَّ للقَذفِ؛ لأنَّ الكِنايةَ مع نيَّةٍ أو قَرينةٍ كالصَّريحِ في إفادةِ الحُكمِ.

وإلا بأنْ فسَّرَهُ بمُحتمِلٍ غيرَ القَذفِ عُزِّرَ؛ لارتِكابِه مَعصيةً لا حَدَّ فيها ولا كفَّارةَ، كأنْ أرادَ بالمُخنَّثِ: المُتطبِّع بطَبائعِ التأنيثِ، وبالقَحبةِ: المُتعَرِّضة للزِّنى وإنْ لم تَفعلْه، وبالفاجِرةِ: الكاذِبةَ، ونحوَ ذلكَ (٢).

مَنْ قذَفَ جَماعةً بكَلمةٍ واحِدةٍ:

اختَلفَ الفُقهاءُ في حُكمِ مَنْ قذَفَ جَماعةً بكَلمةٍ واحدةٍ، هل يُحَدُّ حَدًّا واحِدًا لجَميعِهم، أو لواحِدٍ مِنهُم إذا طلَبَ؟ أم يُحَدُّ لكلِّ واحِدٍ منهم حَدًّا؟


(١) رواه البخاري (٦٢٤٣)، ومسلم (٢٦٥٧).
(٢) «المغني» (٩/ ٧٩، ٨١)، و «كشاف القناع» (٦/ ١٣٩، ١٤٣)، و «شرح منتهى الإرادات» (٦/ ٢٠٦، ٢١٠)، و «منار السبيل» (٣/ ٣١٨، ٣١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>